وأنا أتصفح برنامج شهر نونبر 2010 الذي يصدره المسرح الوطني محمد الخامس في شكل أنيق جذاب كالعادة منذ عقُود، وقع بصري على نص «قسم المسيرة» الذي أبدعه المغفور له، جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، وطلب من أفراد شعبه حفظه وتلقينه لكل أبناء هذا الوطن حتى نبقى جميعا أوفياء لروح المسيرة الخضراء المظفرة التي استرجع بها المغرب أجزاء من صحرائه المغتصبة لتعود إلى أحضان الوطن في انتظار عودة الصحراء الشرقية التي استولى عليها الاستعمار الفرنسي وأهداها على طبق ذهبي إلى جيراننا الذين لم يعترفوا بأفضال المغرب عليهم وما أكثرها، بل وتنكروا للجميل وتناسوا ما بذله إخوانهم المغاربة من غال ونفيس في سبيل تحرير بلادهم من نير الاستعمار، بل إنهم سامحهم الله صاروا يناصبوننا العداء جهرة وفي كل المحافل الدولية وعلى أمواج الإذاعة وعلى شاشة التلفزة، حتى أصبح المغرب «الشقيق» عدوا لذوذا وخصما عنيدا وغولا يخيف هذه الدولة التي لم تف بالتزاماتها نحو هذا الجار الذي لم يرض وهو في بداية عهد الاستقلال أن يناقش فرنسا في مسألة الحدود الوهمية التي خلقها المستعمر، وصفحات التاريخ المعاصر تشهد بأحقية المغرب في هذه البقاع السليبة من صحرائه سواء منها الشرقية أو الغربية. وأعود إلى «قسم المسيرة» وإلى خطإ ارتكب عن غير قصد حيث كتبت كلمة «عرتي» بدل «عِترتي» وهي الكلمة الصحيحة، حيث اتصل بي الأخ محمد بن حساين، بعد أن أبديت لمساعديه بتلك الملحوظة عن حسن نية بقصد الانتباه وإصلاح الخطإ في المستقبل، حيث أجابني بأنه أخذها من «كوكل» عن طريق الأنترنيت التي لاشك أنها أخطأت عند نقلها وتسجيلها للقسم.. هذا الخطأ يجعلنا نطالب بتعليم هذا القسم لأطفالنا في المؤسسات التعليمية شأنه شأن النشيد الوطني، وفاء لروح مبدع القسم طيب الله ثراه، خاصة في هذه الظروف التي تتطلب تجنيد كل إمكانياتنا لتأكيد تشبثنا بصحرائنا وبمشروع الحكم الذاتي النموذجي. والله المستعان وعليه الاتكال.