كشف مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن قوات التحالف تسهل اتصالات بين قادة بارزين في حركة طالبان والحكومة الأفغانية ، من خلال توفير ممر آمن لهم للذهاب إلى كابول. وأوضح المسؤول أن المباحثات، التي جرت داخل أفغانستان وفي بلدان أخرى ، ما زالت في مراحلها التمهيدية، رافضا الدور الذي اضطلع به الناتو في تلك المباحثات. ووصفت مصادر أفغانية وعربية نفي طالبان للمفاوضات بأنه غير صحيح، وقالت إن قياديين بارزين في الحركة يستكشفون بجدية لأول مرة إمكانية التوصل إلى تسوية مع الحكومة. ويقول مسؤولون في التحالف إن مطالبهم والمطالب الأميركية لا تختلف عن مطالب كرزاي، وهي أن تنبذ طالبان والجماعات المسلحة الأخرى العنف وتنبذ« القاعدة»، وأن تقر الدستور الأفغاني الجديد، وتلقي السلاح قبل بدء محادثات السلام. وتقول طالبان في العلن إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام قبل رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان. وكان الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، عين، الأسبوع الماضي، مجلس سلام مؤلفا من نحو 70 عضوا للإشراف على أول مفاوضات رسمية في كابول. ويقول أعضاء في مجلس السلام إنهم ما زالوا لا يمتلكون فكرة واضحة عن دورهم في أي مفاوضات، ويقرون بأن الاتصالات مع طالبان سوف تستمر خارج إطار المجلس عبر أفراد من أسرة كرزاي أو مسؤولين في الاستخبارات الأفغانية. وكان كرزاي، الذي يرأس أفغانستان منذ الإطاحة بحكومة طالبان أواخر العام 2001 ، قال إن حكومته ستحترم استقلالية المجلس ولن تتدخل في قراراته. وهاجمت طالبان المجلس ووصفت رئيسه برهان الدين رباني -وهو رئيس أفغاني سابق- بأنه عقبة في طريق السلام. في هذه الأثناء ، جدد مجلس الأمن الدولي تفويض قوات الناتو في أفغانستان، وعبر عن تأييده لمحاولات الحكومة الأفغانية إجراء حوار سياسي سلمي مع طالبان. ووافق مجلس الأمن، المكون من 15 عضوا ، بالإجماع على قرار بتمديد تفويض قوة المساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) حتى 13 أكتوبر 2011. وعبر القرار أيضا عن القلق الشديد بشأن الأوضاع الأمنية في أفغانستان وخاصة العنف المتزايد وما أسماها الأنشطة الإرهابية من جانب طالبان والقاعدة والجماعات المسلحة غير الشرعية الأخرى. وحث القرار جميع الأحزاب والجماعات الأفغانية على المشاركة بطريقة بناءة في الحوار السياسي السلمي، وقال إن أعضاء المجلس شجعوا عملية السلام بقيادة الحكومة الأفغانية التي تهدف إلى تأهيل مسلحي طالبان الراغبين في التخلي عن السلاح وقبول حكومة كابل. وتم تشكيل قوة إيساف في دجنبر 2001 بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان ردا على هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولاياتالمتحدة الذي أطاح بحكومة طالبان. يشار إلى أن« إيساف» لديها نحو 120 ألف جندي في أفغانستان، أكثر من 78 ألف جندي منهم من الولاياتالمتحدة وتشمل الدول المساهمة الأخرى بريطانيا وألمانيا وفرنسا.