تمت في إطار المسابقة الرسمية للدورة الثامنة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة مشاهدة 53 فيلما قصيرا خلال أربعة أيام، و قد تراوحت مدة عرضها ما بين 5 دقائق كحد أدنى و 32 دقيقة كحد أقصى، و هو ما شكل حوالي 16 ساعة من المشاهدة بمعدل 4 ساعات في اليوم موزعة على حصتين. اتسمت هذه الأفلام الروائية بتنوع المواضيع و أساليب تناولها، و بالتنوع في المواهب و التجارب و الخيال و اللمسات الفنية، و هي أفلام عبر فيها أصحابها رجالا و نساء من مختلف الأعمار و البلدان المتوسطية بكل حرية عن مختلف الأفكار و القضايا الاجتماعية و السياسية و الإنسانية الطريفة والمأساوية التي استأثرت باهتمامهم و شغلت بالهم، و التي تم تناولها بالأبيض و الأسود أو بالألوان، بالحوار أو بدون حوار أو بالتعليق، بالإيقاع السريع أو البطيء. و تكونت لجنة التحكيم التي ترأسها الشاعر و الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي من المخرجة التونسية سلمى بكار و المخرجة المغربية فريدة بنليزيد و الممثلة المغربية ثريا العلوي و الناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان و المنتج و المخرج الجزائري محمد مبتول، و قد اعلنت اللجنة عن النتائج مساء أول أمس في حفل الاختتام، بعد أن وجدت صعوبة في الفصل بينها و صعوبة في إقصاء أفلام كانت تستحق التتويج هي أيضا، خصوصا و أن قانون المسابقة الرسمية لا يسمح بتتويج إلا تلاثة فائزين فقط، و لكن هذا القانون لم يمنعها من منح تنويه أول لفيلم «إي بيكس» من سلوفينيا، و تنويه ثان لفيلم «أصوات» من تركيا و تنويه ثالث للفيلم الجزائري «لن نموت».و أعربت هذه اللجنة عن إعجابها بالمستوى العام للأفلام التي تم اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية ،و أشادت بشكل خاص بالمستوى الجيد لكل الأفلام اليونانية المشاركة في هذه الدورة بدون استثناء، و جسدت هذه الإشادة بمنح الجائزة الخاصة بها للفيلم اليوناني «جرد» و هي جائزة منصفة له عن جدارة و استحقاق، بينما منحت جائزة السيناريو للفيلم التونسي « تنديد» لوليد مطر الذي يسخر فيه من النتائج المتكررة لمؤتمرات القمة للدول العربية، التي تكتفي في كل مرة بالتنديد بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، و كان قرار منح جائزة السيناريو لهذا الفيلم غير مقنع نظرا لوجود عدة أفلام أخرى أقوى منه بكثير. أما الجائزة الكبرى لهذه الدورة الثامنة ، فقدارتأت اللجنة أن تمنحها للفيلم المغربي «حياة قصيرة» (16 دقيقة) لعادل الفاضلي الذي يستحق التتويج نظرا لجودة الفكرة و للجهد الملموس الذي بذله فيه على مستوى التصوير و المونطاج و الإخراج و الكاستين، و هو فيلم يجمع بين الطرافة و السخرية و المأساة في تناول قصة حياة الطفل «زهر» الذي توفيت أمه فور ولادته، فترعرع يتيم الأم إلى أن تزوج و أصبح له ولدا بعد المرور بمحطات عصيبة و كارثية في حياته، و قد تميز الممثل الموهوب شفيق بيسبيس في التشخيص، و توفق عادل الفاضلي أيضا في إعطائه الدور الذي يناسبه و في كيفية تصويره.