اختيار خمسة أفلام ضمن 44 فيلما مغربيا قصيرا أكد الناقد السينمائي أحمد بوغابة أن الأفلام القصيرة التي تم اختيارها لتمثل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة (4-9 أكتوبر المقبل) ذات مستوى عالي, بالإضافة إلى أنها أعمال فنية لمخرجين شباب. وأوضح الناقد بوغابة, الذي ترأس مؤخرا لجنة انتقاء الأفلام المغربية القصيرة المرشحة للمسابقة الرسمية للدورة الثامنة لهذه التظاهرة, أن هذه الأفلام تتوفر فيها المهارة السينمائية والفنية والشحنة التعبيرية العالية, كما أنها تناولت مواضيع جيدة. فمن هذه الأعمال, يتابع بوغابة, ما يناقش الفن السينمائي في حد ذاته, ومنها ما تطرق لمواضيع وأفكار جيدة رغم كون المساحة الزمنية للفيلم القصير محدودة جدا ولا تتجاوز 30 دقيقة كحد أقصى. ولم يستبعد الناقد, أن تكون إحدى جوائز المهرجان من نصيب هذه الأعمال, وشدد على أن لجنة انتقاء الأفلام القصيرة التي ترأسها والمكونة من أشخاص لهم دراية وثقافة سينمائية وتجربة في هذا المجال, كانت صارمة في اختيار هذه الأعمال. ومن بين المعايير التي تم اعتمادها, «توفر الجدية في تناول الموضوع والتمكن التقني», مشيرا إلى أنه «تم إقصاء الأفلام التي لا تحترم القواعد السينمائية, والأعمال التي قد تسقط المشاهد في الرتابة, أو الأعمال التي تم إنجازها بسرعة دون بذل مجهود كاف لإخراجها بشكل جيد». يذكر أن لجنة انتقاء الأفلام المغربية القصيرة المرشحة للمسابقة الرسمية للدورة الثامنة للمهرجان المتوسطي القصير بطنجة, الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي, اختارت خمسة أفلام ضمن 44 فيلما قصيرا بعد اجتماعات عقدت من 27 إلى 29 غشت الماضي. وقد ضمت لجنة التحكيم, التي ترأسها الناقد أحمد بوغابة, نقادا سينمائيين, وهم صباح بنداود ومحمد بلفقيه وأحمد فرتات والجامعي إدريس أزدود. ويتعلق الأمر بفيلم «ندوب» للمخرج مهدي السالمي, و»الروح التائهة» لجيهان البحار, و»حياة قصيرة» لعادل الفاضلي, و»أبيض وأسود» لمنير عبار ثم «المنحوتة» ليونس الركاب. وفي معرض حديثه عن الفيلم القصير وماهيته, قال أحمد بوغابة إن الفيلم القصير «يشبه القصة القصيرة في الأدب, غير أنه حكي بصري يعتمد على القواعد السينمائية ويتطلب مجهودا كبيرا ليكون مقنعا بالنسبة للجمهور وليبلغ ذروته الإبداعية». ويتطلب إنجاز فيلم قصير جيد, حسب الناقد المغربي, تركيزا على المستوى التقني والتركيب الدرامي, كما أن على المخرج استحضار مرجعياته الفكرية وأدواته السينمائية ليعبر عن حالة إنسانية أو فكرة معينة برؤية جمالية تجذب المشاهدين. ولا يدافع الفيلم القصير عن نفسه إلا إذا كان «منجزا بشكل جيد», في نظر الناقد, معتبرا أنه «من الخطأ اعتبار الفيلم القصير مجرد تمرين أو محطة لإنجاز فيلم روائي طويل في ما بعد», مؤكدا أنه فن سينمائي قائم بذاته له صعوباته وقواعده التي يجب احترامها لتقديم أعمال تليق بالجمهور. من جهة أخرى, قال السيد أحمد بوغابة إن الفيلم القصير يلقى اهتماما كبيرا خلال السنوات الأخيرة, ولا أدل على ذلك تنظيم مهرجانات خاصة به, كما أن هناك تظاهرات فنية تخصص فقرة خاصة بهذا الجنس السينمائي «الذي عادت عجلته للدوران مؤخرا». وعن أهمية هذا الجنس, أكد الناقد أن «الفيلم القصير هو الذي أسس السينما المغربية في الستينيات غير أنه تراجع» وذلك لعدم إيلائه الاهتمام من قبل شركات الإنتاج, كما أن القنوات والقاعات السينمائية كانت تكتفي بعرض الأشرطة الطويلة فقط, علاوة على أن هذا النوع لم يأخذ مكانته في ما يتعلق بالنقد وطنيا ولمدة عقود, بل بقي جمهوره محدودا جدا مقارنة مع جمهور الفيلم الطويل.