اعترفت جريدة الخبرالجزائرية المقربة من مصالح المخابرات العسكرية الجزائرية من حيث لا تدري بوقوع مواجهات عنيفة بمخيمات الحمادة بين شباب مخيمات العار و مليشيات البوليساريو المسلحة ، بل و أقرت بصحيح العبارة بتدخل قوات الأمن الجزائرية لفض المواجهات العنيفة التي أسفرت خلال الأسبوع الأخير من شهر شتنبر حسب ذات الصحيفة عن وقوع إصابات و اعتقال العديد من الشباب المنتفضين ضد القيادة الفاسدة و المستبدة للجبهة الانفصالية . و في الوقت الذي تعمدت فيه الخبر لاعتبارات لا تخفى على أحد تحميل المغرب مسؤولية المواجهات متذرعة بأن المتسببين فيها مجندون من طرف المخابرات المغربية لاشعال نار الفتنة القبلية ، إلا أنها في المقابل صورت بوضوح غير مسبوق في التعامل التمويهي و التدليسي للاعلام الجزائري مع الواقع المأساوي اليومي لمخيمات تندوف الواقعة تحت سيطرة و نفوذ الجزائر ، و عرت بالمناسبة كذب و بهتان السلطات الجزائرية التي تدعي أنها لا تتدخل في شؤون مخيمات العار بتندوف و لا تتحكم في رقاب و مصير قادة البوليساريو المسلطين على آلاف الصحراويين المحتجزين قسرا بداخله . فقد كتب محرر الخبرالجزائري لنقل الأحداث بمحبرة أولياء نعمته أن حوالي 40 شابا من أبناء قبيلة ''سلام''، المنحدرة من القبيلة الأم ''الرقيبات'' في بلدية أم العسل في تندوف، توجهوا إلى مركز أمني حدودي لجبهة البوليزاريو و دخلوا في مواجهات مع مليشيا المرتزقة خلفت إصابات في الجانبين، ولم تنته المناوشات حسب نفس الصدر المتحيز طبعا للرواية الرسمية للأحداث إلا بعد تدخل قوات الأمن الجزائرية التي اعتقلت بعض الغاضبين و أخضعتهم للتحقيق ليعترف بعد ذلك أن مجموعة من الغاضبين تمكنت من الفرار على متن سيارتين في إتجاه المغرب متهما بالمناسبة المخابرات المغربية بتجنيدهم للمحتجين الثائرين على قيادة المرتزقة . و كانت «العلم » سباقة قبل زهاء الأسبوعين الى نشر خبر عن تعرض 54 شابا من قبيلة سلام أحد أكبر قبائل الركيبات للاعتقال إثر مشاداة عنيفة وقعت مع ما يسمى ب »الدرك التابع لجبهة البوليساريو« بالرابوني نواحي تندوف. كما أكدت قناة العيون الجهوية، ، أن أفراد قبيلة سلام استطاعوا رغم ضراوة المشاداة، التي كان مربع الرابوني مسرحا لها ، تحطيم مركز أمني وتنظيم وقفة احتجاجية شارك فيها المئات من أبناء القبيلة »الذين طالما أعربوا، منذ تشكيل البوليساريو، عن رفضهم الخضوع لأوامر قيادة « البوليساريو»المؤطرة من طرف المخابرات الجزائرية . وقد صرح أحد ضحايا هذه الاشتباكات، لنفس القناة عبر الهاتف من الرابوني، » إن هذه المشاداة وقعت بعد إلقاء القبض على أحد أقربائه من طرف »درك البوليساريو« الذين نقلوه إلى الرابوني واحتجزوه هناك «. وأضاف ذات المصدر »أن درك البوليساريو استعمل الدخيرة الحية ضد المحتجين واعتدى بالضرب على شيوخ وأعيان القبيلة الذين حضروا إلى عين المكان في محاولة منهم التوسط لحل المشكل وقام باحتجاز مجموعة من الشباب من أفرادها «. وسجل أنه على إثر هذه الأحداث أصبح الجميع يفكر جديا في العودة إلى أرض الوطن ، مشيرا إلى أن العائق الذي يحول دون تحقيق ذلك هو "الحصار المضروب على خيمات من طرف " درك البوليساريو".