رغم اشتداد موجات القمع التي يتعرض لها المحتجزون في مخيمات تندوف، ورغم سياسة التكميم التي تنهجها قيادة البوليساريو في حق كل الأصوات المناهضة لإملاءات المخابرات الجزائرية، أدى تحرك بعض المحتجزين، الذين اقتنعوا بالصيغة المغربية لحل النزاع حول الصحراء، إلى هيجان ميليشيات الانفصاليين، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بالمخيمات اضطرت معها قوات الأمن إلى التدخل. وقد خلفت المواجهات كثيرا من المصابين، وأدت إلى اعتقال آخرين، فيما حاولت المخابرات الجزائرية التكتم على المواجهة، بعدما تبين لها أن رقعة التصدع الانفصالي آخذة في الاتساع، وأن الاحتجاج العفوي لأبناء المحتجزين داخل المخيمات كفيل بفضح تآمرها على الصحراويين، وعرقلة التحاق الراغبين منهم بوطنهم الأم. وترجع أسباب المواجهات إلى الغصة التي شعرت بها قوات الأمن الجزائري بعدما نجح حوالي 40 شابا صحراويا في مغالطة حراس الحواجز العسكرية للالتحاق، خلال هذا الأسبوع، بمدينة العيون. وقد اعترفت السلطات الجزائرية، بطريقة غير مباشرة، بأن المغرب قد تمكن من إقناع بعض الشباب الصحراوي في تندوف بمواجهة جبهة البوليساريو، مما أدى بها إلى إخضاع المعتقلين للتحقيق، فيما تتحدث مصادر أخرى عن إخضاعهم للتعذيب بتهمة التآمر، خاصة أن المواجهات جاءت في سياق اعتقال مصطفى ولد سلمى والحرج الذي بدأت تحس به السلطات الجزائرية بعد الدعم الدولي لقضيته، ومحاولة ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام لمنع أية محاولة أخرى لالتحاق الشباب الصحراوي ببلاده المغرب. المخابرات الجزائرية التي لم تستيقظ من الصدمة، خاصة أنها صرفت أموالا باهظة لتمويل الانفصاليين وتمكينهم من جميع الوسائل الضاغطة، تتهم المغرب بتدبير الأحداث، مما جعلها تضرب حصارا على المخيمات وتضاعف من نقط التفتيش وتوقيف المشتبه في موالاتهم للطرح المغربي، بل إنها في تطور مفاجئ بدأت تروج إشاعة مفادها أن المغرب يقوم بإخضاع الشباب الصحراوي، الذي التحق بأراضيه المغربية، لتدريبات عسكرية لمدة 6 أشهر، وأنه يقوم باستدراجهم لتجنيدهم ضد إخوانهم وأهاليهم في الصحراء.