ضغطت الجزائر التي احتضنت أول أمس الأربعاء اجتماعا تنسيقيا لرؤساء أجهزة الاستخبارات ببلدان الساحل ( الجزائر، موريتانيا، النيجر، مالي ) بشدة للالتفاف و إجهاض مسعى الوفد المالي باللقاء التنسيقي لاقتراح ضم أطراف أخرى الى تجمع قوات دول الساحل و في مقدمتها المغرب . وذكرت مصادر متطابقة عن الاجتماع المغلق و المحاط بالسرية الى أن جنرالات الجزائر تحفظوا بشدة على الاقتراح المالي الذي لا قى تجاوب الأطراف الأخرى و القاضي بدعوة المغرب الى الانضمام للتحالف الأمني للاستفادة من الخبرة التي راكمتها المملكة في التعامل مع قضايا الارهاب , و أضافت أن ممثل الجزائر تذرع مجددا باعتبارات واهية للالتفاف و مصادرة رغبة الأطراف الأخرى الحاضرة في الاجتماع قبل أن يقرر تأجيل البت في المقترح بمبرر عدم توفر الاجماع حولها . و كان مصدر ديبلوماسي قد أكد من باماكو لوكالة الأنباء الفرنسية أنه سوف يطرح اقتراحا على دول كالتشاد والمغرب وليبيا للانضمام إلى ''نادي'' دول الساحل المهتمة بملاحقة قاعدة بلاد المغرب الإسلامي في المنطقة. وعزا أسباب هاته الدعوة إلى ''اتساع رقعة منطقة الساحل'' غير أن الجزائر حسب ذات المصدر تشددت و أكدت على أن مشاكل المنطقة يجب أن تعني أساسا بلدان المنطقة''،قبل أن تتذرع بعدم وجود إجماع بين قادة دول الساحل على مقترح انضمام الدول الثلاث المذكورة للنادي. و كان المغرب قد انتقد رسميا عدم استدعائه في اجتماعات قادة دول الساحل والمسؤولين الأمنيين لهاته الدول في اجتماعات عقدت بالجزائر لبحث التصدي للإرهاب في المنطقة ومحاربة الجريمة، وكان رد الجزائر واضحا لما أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، في اجتماع نظم شهر مارس بالعاصمة، أنه ''جغرافيا فإن المغرب لا ينتمي لمنطقة الساحل''. و يتزامن اجتماع الجزائر لأجهزة الاستخبارات في ظل ضغوط من دول غربية و في مقدمتها فرنسا واسبانيا و أمريكا تتابع الوضع الأمني المتردي بالمنطقة بالكثير من الاهتمام و الحرص على مصالحها المهددة ، وفي وقت تتزايد التحديات الأمنية بالمنطقة خاصة بعد إقدام تنظيم القاعدة على خطف خمسة فرنسيين من شمال النيجر، قبل أسبوعين ، حيث تنامت المخاوف من محاولة تدخل جدي للدول المتضررة من عمليات اختطاف رعاياها في المنطقة و مبادرة موريطانيا بصفة إنفرادية على تنفيذ عمليات عسكرية بشمال مالي استهدفت مراكز خلايا القاعدة بدعم لوجيستيبكي من فرنسا و هو ما رفضته الجزائر التي تسعى جاهدة الى إحتكار مجهود قيادة الحرب على الارهاب بالمنطقة و الانتفاع به و أدى الى تدهور للعلاقات بين نواكشوط و الجزائر بعد شن الاعلام الجزائري المقرب من دوائر القرار لحملة إعلامية ممنهجة ضد الحكومة الموريطانية بلغت حدود إتهامها بالتآمر ضد مصالح الجزائر الاستراتيجية . و كان مجلس الأمن الدولي في إجتماعه الأخير قبل أيام قد تجاهل مطالب الجزائر بالمصادقة على لائحة لتجريم الفدية، واكتفى ب''التنديد بالإرهاب في المنطقة كما دعا 'بان كي مون إلى تعزيز قدرات دول الساحل لمحاربة الإرهاب بعد أن شدد في كلمة له على خطورة الوضع في منطقة الساحل والمغرب العربي. وقال في اجتماع لمجلس الأمن، أمس، إنه ''ملزم بالتعاون مع قادة دول المنطقة من أجل تعزيز قدراتها على مكافحة الإرهاب''..