بعيدا عن سياق المنطق صادق مسؤولون في أجهزة أمن دول الساحل خلال اجتماع احتضنته العاصمة الجزائرية الأحد الماضي على اقتراح ضم أجهزة الأمن في نيجيريا والسينغال للاتفاقات الأمنية بين دول الساحل من أجل تنسيق أكبر بين هذه الدول في مجال مكافحة الإرهاب. ومن المتوقع أن تشارك نيجيريا والسينغال في الاجتماع القادم لرؤساء فروع المخابرات المكلفة بمتابعة مكافحة الإرهاب في الساحل. و تعيد مبادرة إشراك كل من نيجيريا و السنيغال الى الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب بمنطقة الساحل الى الأذهان تعمد الجزائر المحتضنة قبل شهر لندوة إقليمية حول الإرهاب لدول الساحل السبعة إقصاء المغرب من المشاركة في اجتماع وزراء خارجية عدد من بلدان المغرب العربي والساحل الإفريقي الرامية لبحث سبل التنسيق لمكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة بالمنطقة ، و هو ما كان موضوع موقف رسمي للحكومة المغربية التي عبرت في حينه عن استيائها لتعمد الجزائر إقصاء المغرب من الاجتماع لأسباب غير مفهومة ؛ بالرغم من أن المملكة تعتبر من أكثر البلدان في المنطقة تضررا من ظاهرة ما يسمى بالإرهاب .. ومن هنا فإن مشاركتها في أي لقاء يجري على حدودها بهدف تدارس السبل الكفيلة بالتصدي لهذه الظاهرة لا يمكن إلا أن يكون مفيدا، خاصة وأن المغرب نجح في تفكيك العديد من الخلايا المرتبطة بالأنشطة المصنفة رسميا ضمن دائرة الأعمال الإرهابية .. وتبرر الرباط استياءها من قرار الجزائر تعمد تغييبها عن الاجتماع بعدة عناصر يتصدرها توسيع دائرة البلدان المدعوة إلى دول بعيدة نسبيا عن بؤرة نشاط الجماعات المسلحة ، مثل بوركينا فاسو و تشاد.. بينما سبق للمغرب أن شكل مسرحا لتفجيرات دامية خلفت عشرات الضحايا في الدارالبيضاء مثلا ، وهو أقرب بلدان المنطقة إلى الجزائر وموريتانيا اللتين تعرضتا- مثله- لضربات تنظيم القاعدة.. هذا وفي الوقت الذي اشتكت فيه موريتانيا من نقص التنسيق بين دول الساحل ودول المحيط القريب التي باتت تشكل موقع تنقل وتحرك للجماعات الإجرامية والإرهابية ، خاصة السينغال غينيا ونيجيريا ، أكدت المصادر أن ااجتماع قيادات أركان دول المبادرة الدفاعية والأمنية ضد الإرهاب والجريمة في الساحل السبع سيقررون خلال اجتماعهم المرتقب بعض أيام ، إنشاء قيادة قوات جوية مشتركة من أجل تنسيق عمليات جوية وغارات ضد الجماعات الإرهابية في المثلث الحدودي بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر. وتتضمن القوة الجوية في حال إنشائها، طائرات استطلاع وأخرى مقاتلة وطائرات عمودية هجومية و هو ما يثير تحفظات أوروبية تقودها باريس التي تعترض على الخطوة التي ستمكن الجزائر على وجه الخصوص من التغلغل في ما بات يعتبر بمثلث ''الدول الرخوة في المنطقة'' التي تشكل أضلعها كل من موريتانيا و مالي والنيجر.