لم يمر شهر على ضربة الجزاء الشهيرة لحارس الجيش الملكي خالد العسكري و التي تسببت في إبعاد فريق العاصمة الرباط عن منافسات كأس العرش، حتى عاودت الحارس نفسه أزمة لا تقل أهمية عن سابقتها بعدما تسبب الأخير في خسارة فريقه بالميدان أمام ضيفه النادي القنيطري في المباراة التي احتضنها مساء السبت المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط برسم الجولة الرابعة من دوري المجموعة الوطنية الأولى للنخبة في كرة القدم .. وقد تميز اللقاء الذي شد إليه أزيد من خمسة آلاف متفرج وأداره الحكم مصطفى عريش من عصبة البيضاء بتقاسم الفريقين شوطي اللقاء الذي ظل مفتوحا و كان بالإمكان إنهاؤه بنتيجة كبيرة لأحد الطرفين، و تحكم العسكريون في الجولة الأولى من المواجهة بعد استغلال تراجع أشبال المدرب منير الجعواني للخلف و البحث عن إنهاء الجولة بأقل الخسائر، ولم يحسن مهاجمو الجيش الفرص التي أتيحت لهم خلال الأربعين دقيقة الأولى خصوصا محاولات المتألق يوسف القديوي الذي ظل الأبرز خلال هذه الجولة من خلال مد زملائه بكرات سواء من الجهة اليمنى أو اليسرى للحارس العروبي الذي عرف مدافعوه كيفية الحفاظ على شباكه نظيفة خصوصا السنغالي ديانك و الفينزويلي فانديز بقيادة العميد برواس .. وكانت الدقيقة الأربعون من هذه الجولة فترة لقلب الطاولة على الفريق العسكري بعد انسلال مهاجم الكاك بلال بيات الذي استغل سوء تقدير بين الحارس العسكري وأحد مدافعيه ليعلن عن الهدف الأول في المباراة، ومعه مغادرة العسكري أرضية الملعب احتجاجا على سوء الطالع الذي يلازمه هذا العام، ويعوض بالحارس الشاذلي قبل أن يتم إنهاء الجولة بنفس النتيجة ومع انطلاق الجولة الثانية بادر الفريق الضيف إلى التعديل في منهجيته اللعب بالاعتماد على الدفاع والمبادرة نحو الهجمات الخاطفة التي كان بالإمكان أن تكلف الجيش الملكي غاليا وفي مناسبات عدة خصوصا تسللات بيات و أبرباش و الأندلسي الذين ظلوا يشكلون ثلاثي الخطر بالنسبة لدفاع الفريق المحلي في أكثر من مناسبة، خصوصا بعد محاصرة المتألق القديوي و المهاجم وادوش في وسط الميدان، لينتظر العسكريون الدقيقة 24 من هذه الجولة للإعلان عن ضربة جزاء لم يفلح وادوش في تحويلها إلى هدف التعادل، وتتحول المبادرة نحو الهجوم القنيطري الذي تمكن من الحصول على ضربة جزاء لم ينجح برواس في تحويلها إلى هدف قاتل قبل خمس دقائق من الإعلان عن نهاية اللقاء الذي خلص إلى نفس نتيجة الشوط الأول لفائدة الزوار.. وقال عزيز العامري مدرب االجيش الملكي في أعقاب المباراة « .. يمكن القول أن الهزيمة تدخل في إطار «المكتوب» وهذه هي كرة القدم فالهدف الذي سجل علينا اليوم لم يسبق لي أن رأيته من قبل، وما زاد الأمر سوءا هو إضاعة ضربة الجزاء التي كان بامكانها إعادتنا للمقابلة.. و النادي القنيطري لم يقدم شيئا خلال الشوط الأول بحيث اكتفى بالدفاع، ولم يخلق أية فرصة طيلة هذا الشوط إلى حين الهدف في الأنفاس الأخيرة.. وما وقع بالنسبة للهدف يبقى غريبا للغاية ، وقد ضيعنا فرصا كثيرة بحيث كان بالإمكان إنهاء الشوط بثلاثة أهداف لصالحنا، وهزيمة اليوم مؤلمة لأنها جاءت ضد فريق متواضع ولم يكن في لحظة يبدو أنه جاء من أجل الفوز..» وبخصوص ردة فعل العسكري قال « إنها ردة عادية خصوصا بعد مرور خالد من أزمة ضربة الجزاء ضد المغرب الفاسي، وهو أمر اتضح اليوم كون أنه لم يتخلص من هذه الوضعية إلى حدود الآن، ولا أظن أنه ستتخذ إجراءات ضده لأن الواقعة لم تكن مقصودة إطلاقا ..» ومن جهته قال منير الجعواني مدرب الكاك في غياب أوسكار فيلوني الموقوف « الفضل يعود للاعبين في الحصول على هذه النتيجة، وكل ما ركزت عليه اليوم هو الجانب النفسي بحيث تابعت اللاعبين طيلة أطوار اللقاء، فهم شباب لابد أن تكون قريبا منهم في كل صغيرة و كبيرة لمساعدتهم على العطاء .. وحضرنا اليوم للرباط من أجل تحقيق نتيجة ايجابية ولم نضع في حساباتنا شيئا اسمه الهزيمة ..والحمد لله فإننا قدمنا لقاء في المستوى و قطعنا الطريق على المشككين في قدراتنا، وبالنسبة إلينا فجميع اللقاءات بمثابة سد لأن الدوري صعب و هذا هو الأمر الذي يجب وضعه في الحسبان.. «