يظل انحباس الأغنية المغربية ومعها الأنماط الموسيقية التي تزخر بها بلادنا من أندلسي وملحون وعيطة وفلكلور حبيس حدودنا في وقت نسجل غزوا كبيراً لمختلف الأنماط الموسيقية الشرقية منها والغربية عبر قنواتها الفضائية، من هنا نرى أنه من الضروري التفكير الجدي في وجود صيغة كفيلة بانتشار فنوننا الغنائية للتعريف بها وبإبداعاتها المتنوعة، وأمام الشبح الملحوظ لدى قنواتنا لهذه الفنون. أصبح من الضروري إحداث قناة فنية على غرار القنوات الخارجية التي تعمل جادة على إبراز أنماطها الموسيقية وبالتالي إغراء المشاهدين بالاستماع إليها ومشاهدتها، مما كان له تأثير على المشاهد المغربي بشكل كبير لدرجة الإعجاب بها بل حفظها والتغني بها بشكل ملفت كما أن قنواتنا تساهم في هذا الانتشار من خلال استضافة فنانيها وإشراكهم في السهرات الفنية التي تقدمها للجمهور تحت غطاء الانفتاح على الآخرين، بينما نسجل بامتعاض أن هذه القنوات الخارجية والعربية منها على وجه الخصوص لا تعير أي اهتمام للأغنية المغربية وأنماط موسيقانا الزاخرة بالفن والطرب. ونحن نقترح قناة للأغنية المغربية والفنون الغنائية الأخرى فإن هذا الإحداث سيساهم في إسماع فننا الغنائي خارج حدودنا وبالتالي إعادة الروح للركود الفني وزمرة المبدعين المغاربة الذين باتوا مندهلين من الغزو الغنائي الآتي من كل جهة دون رقابة حفاظا على الذوق الغنائي الرفيع الذي تعوده المشاهدون من خلال المغاربة إنتاجات الرواد الذين أسسوا لبناء صرح الطرب المغربي بمختلف أنواعه والذي لا ينقصه سوى الانتشار الخارجي لفرض وجوده على الساحة الفنية العربية التي عرف إعلامها البصري كيف يفرض وجوده ويرفع من شأن فنه وفنانيه ونظل نحن في موقع المتلقي والمشاهد فقط، بيد أن الأمر لا يتعدى إحداث قناة فنية تساهم وكما أسلفنا القول في التعريف عن قرب بالطرب المغربي، وفي ذات الوقت تشكل هذه القناة حافزا للمبدعين المغاربة من أجل الإنتاج الجيد الذي نعلم أن الكثير منه يراوح مكانه عند زمرة من الفنانين الذين ليست لهم القدرة على المنافسة الخارجية وما يتطلب ذلك من مصاريف لإخراج أعمالهم إلى النور، لذلك فاقتراحنا بإحداث هذه القناة الفنية كونه يصبح متنفسا لكل مبدعي الفن الغنائي المغربي الذي تساهم هذه القناة في الرفع منه محليا وخارجيا.