الحديث عن السهرات الفنية التي تقدمها القناتان الأولى والثانية ذو شجون، لاعتبار هو أن مستوى هذه السهرات بما تشتمل عليه من فقرات يوحي بأن معدي هذه السهرات إما تنقصهم الامكانيات الكفيلة للرفع من مستوى العروض وحضور الوجود الفنية الوازنة!؟ وإما أن سرعة الإعداد وضغط العامل الزمني يخضعهم الى سياسة (سلك)، فما نعرفه هو أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتعهد في دفتر تحملاتها مع وزارة الاتصال (والهاكا) بدعم مطلق للفن والفنان المغربي كأولوية مادام أن هناك ميزانية مخصصة مهمة أرقامها مخصصة من صندوق الدولة لهذه الشركة، وهنا نتساءل هل الشركة تمكن الجانب المتعلق بالسهرات الأسبوعية بكل ماتحتاج اليه من امكانات مادية؟ أم أنها تسلك سياسة تقشف تفرض على منتجي هذه السهرات البحث عن فنانين ومغنين وفرق فنية بتعويضات بسيطة وهو ما جعلنا نسجل ظهور بعض الوجوه الفنية والأجواق والفرق من الفلكلور والأهازيج والأنماط الشعبية المرة تلو الأخرى لدرجة الملل والسؤال عن حضورها المستمر في وقت تغيب فيه الأسماء الفنية الكبيرة التي تشترط لظهورها مبالغ محترمة مقابل نجوميتها الشيء يجعل معدي السهرات يتخلون عنها لضعف ماهو مرصود لهم أن يتجهون لمن همه الظهور على شاشة التلفزة أكثر من الأجر الذي يتقاضاه. وأمام هذه الوضع الذي تعيشه سهراتنا الأسبوعية يبدو أن الشركة الوطنية مطالبة بمراجعة ما يرصد لهذه السهرات مع اشتراطها على منتجيها الرفع من مستواها وجودة الحضور بها بالنسبة للوجوه الفنية التي لم تلتفت إليها هذه السهرات حتى الآن من مغنين وملحتين وعازفين كبار وشعراء وكتاب كلمات وفنانين في أصناف طربنا الأصيل الأندلسي والغرناطي والملحون والعيطة والأغنية الأمازيغية وما إلى ذلك من الفنون، ففي هذا العمل من الشركة الوطنية وفاء لالتزاماتها عبر دفتر التحملات. أما إبقاء الوضع على ما هو عليه، فعواقب هذا الإبقاء هو انصراف المشاهدين المغاربة للبحث عن سهرات حية وجادة وممتعة لفنانين كبار بما فيهم في بعض الأحيان مغاربة من الرواد والجيل الفني الجديد، للبحث عن هذه السهرات بالقنوات الفضائية التي أصبحت ملجأ للكثير من النظارة المغاربة الذين يبحثون عن الذين يريحهم ويمتعهم لامن يفور دمهم%