السعيدية: محمد بلبشير لسعات عميقة ومؤلمة شعر بها مئات المصطافين الذين أقبلوا لقضاء عطلتهم بمصطفى الجوهرة الزرقاء السعيدية، وخاصة أثناء الليل. إنها لسعات ناموس أشقر اللون حطت أسراب منه رحالها بهذا المنتجع البحري الذهبي، قادمة من القطر الجزائري عبر وادي نيس الذي يحمل المياه النثنة والمعفنة من الغرب الشمالي الجزائري... وأصبح شاطئ السعيدية أمام هذه الكارثة يعاني وضعا بيئيا خطيرا بحكم مصب هذا الوادي الذي تنطلق مياهه الحارة من الجزائر مخترقة التراب الوطني بعفونتها عبر دائرتي أحفير ولعثامنة وصولا إلى صخور السعيدية شرقا، حيث يفرغ حمولته بالشواطئ الجزائرية على بعد أمتار قليلة من المياه المغربية (مرسى بنمهيدي)... وقد استشعر المصطافون المغاربة ومعهم السياح الأجانب هذا الخطر البيئي الموبوء منذ بداية الصيف. وقال أحد المهتمين بالبيئة انه في حالة عدم التدخل العقلاني وفتح الحوار مع الجارة الجزائري الموضوع، ستصبح السياحة في المنطقة الشرقية خطرا على صحة المصطافين ، وقد سبق لجمعيات مختصة في عالم البيئة أن نادت بضرورة تدارك الأمر، كما طرح الموضوع على أنظار المنتخبين ببلدية السعيدية مرارا... وتساهم هذه الكارثة البيئية في انتشار الناموس والباغوض والجرذان بأجواء المنطقة... ويعد شاطئ السعيدية الذي يعيش تحولا استراتيجيا كبيرا بفضل الأوراش والمشاريع الكبرى التي انجزت والتي في طور الانجاز، من أكبر وأطول الشواطئ المغربية، بل ويضاهي شواطئ عالمية من حيث رماله الذهبية وشساعة مساحته، حيث أصبح اليوم يحج إليه أزيد من نصف مليون زائر وسائح من أنحاء المملكة وخارجها أي بمعدل حوالي مليونين من المصطافين: