جهزت مديرية الري الجزائرية بتلمسان خلال الأشهر الأخيرة عشرات الآبار الارتوازية العميقة على طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي للجزائر مما أدى إلى جفاف مئات الآبار التقليدية التي يرتوي منها آلاف المغاربة المستقرين بالدواوير والتجمعات السكنية المتاخمة للشريط الحدودي الذين أضحوا مهددين بالعطش في عز قيظ الصيف و تراجعت بشكل ملفت غلاتهم الفلاحية المعاشية . و كانت السلطات الجزائرية قد عهدت الى مقاولة صينية لحفر الآبار التي يتجاوز عمقها ال 800 متر بغية ضخ مياهها الى ولايتي وهران و تلمسان اللتان تعانيان خصاصا حادا في هذه المادة الحيوية دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب والأضرار الناتجة عن هذه الأوراش على ساكنة جانبي الشريط الحدودي . وكان عشرات الفلاحين المغاربة والجزائريين المستقرين بعين المكان قد اشتكوا من تدني مستوى المياه بآبارهم التقليدية في أعقاب أشغال الحفر ونضوب العديد منها وهي التي تستغل في سقي الغلات الفلاحية المعاشية ، مما أضطر العديد منهم الى هجر ضيعاتهم والتحول الى نشاط التهريب كما إنبرى منتخبون بالجماعات الحدودية المغربية الى طرح هذا المشكل على أنظار السلطات المغربية . ويعيد هذا الاشكال البيئي الى الأدهان مشكل تلوث ساحل السعيدية بمقدوفات و مجرى الواد الحار الذي يحمله وادي تافنا من الحواضر الجزائرية و يصب بشاطىء الجوهرة الزرقاء ، مما اضطر مصالح وزارة الخارجية المغربية قبل سنوات الى مراسلة نظيرتها الجزائرية لحملها على إحداث محطة لتصفية مياه الوادي المذكور بعد أن تسبب في مخاطر بيئية وصحية خطيرة لمصطافي الجوهرة الزرقاء .