مابين شاطئ السعيدية وجماعة فجيج على مستوى الجهة الشرقية، يمتد الشريط الحدودي المغربي مع الجزائر على مسافة تتعدى 550 كلم، مرورا بمدن ومراكز وقرى مغربية: أحفير، لمريس، بني درار، بني خالد، رأس عصفور، تويسيت، أولاد سيدي عبدالحاكم، وصولا الى جماعة تندرارة وبوعرفة وعبو لكحل وفجيج والمنكوب.. تقابلها بالجهة الغربية من الجزائر:مرسى بنمهيدي، بوكانون، الشبيكية، باب العسا، مغنية، قرية امغاغة... هذه المدن والقرى بين البلدين تتوسطها 5 مراكز حدودية لكلتا البلدين الشقيقين والجارين، أهمها بالنفوذ المغربي: مركز السعيدية، مركز أحفير، مركز جوج بغال، مركز الدغمانية، ومركز لخناك بفجيج، وتقابلها مراكز: مرسى بنمهيدي، مركز بوكانون، مركز العقيد لطفي ومركز بني ونيف.. وعلى طول الحدود مع المغرب، استطاعت السلطات الجزائرية وفي ظرف أقل من سنتين من إحداث أزيد من 10 ثكنات عسكرية صغيرة و 60 مركزا للجيش الجزائري وكلها مجهزة بأحدث الوسائل اللوجيستيكية من وسائل للمراقبة وأخرى للمطاردة.. كما تم إحداث أزيد من 25 مركزا خاصا بالجمارك والدرك الوطني الجزائريين.. السكان المغاربة المتاخمون للشريط الحدودي والذين يتعدى عددهم 300 ألف نسمة تقريبا انطلاقا من مدينة السعيدية ووصولا الى إقليم فيجيج عبر 4 أقاليم، لاحظوا ومنذ الأول من شهر رمضان الأخير وحتى اليوم تحركات مكثفة للجيش الجزائري وحرس الحدود والدرك الوطني، هذه التحركات تزامنت مؤخرا بقدوم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لزيارة ولايات الغرب الجزائري حتى مدينة مغنية، حيث عرفت النقط الحدودية إنزالا مكثفا لقوات الجيش الجزائري خاصة ما بين مرسى بن مهيدي وباب العسا فقرية ربان.. وقد شوهد الجيش الجزائري بمنطقة رأس عصفور ومنطقة ربان المقابلة لقرية لغلاليس المغربية وهم يراقبون الحدود مستعينين بسيارات طويوطا وجيب.. كما علمنا من مصادر حدودية أن السلطات الجزائرية أجرت تغييرات على مستوى رؤساء مراكز المراقبة ومسؤولي الثكنات العسكرية، وهي عملية أثرت بشكل كبير على نشاط المهربين الجزائريين وتسلل المهاجرين الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء عبر الجزائر.. من جهة أخرى تباشر السلطات الجزائرية ومنذ أزيد من شهر بناء وتجهيز الطرق والطرق شبه السيارة على طول الحدود خاصة بالغرب الشمالي الجزائري.. وتبرر وسائل إعلام جزائرية هذا التسخين العسكري على الحدود مع المغرب في سعي السلطات الجزائرية للحد من ظاهرة تهريب السلع والمحروقات والمخدرات والأسلحة، بيد أن مراقبين يرون أن السلطات الجزائرية تقدم بهذه الاجراءات الاستثنائية جوابا واضحا وصريحا على طلب المغرب فتح الحدود بين البلدين.