متد الشريط الحدودي المغربي الجزائري ما بين شاطئ السعيدية الذي يقابله شاطىء مرسى بنمهيدي الجزائري وجماعة عبو لكحل وفجيج، على مسافة تتعدى 550 كلم، مرورا بعدة مدن وقرى مغربية وجزائرية ، من الجانب المغربي يمر على كل من منطقة لمريس وأحفير وبني درار ووجدة وجماعة أهل أنكاد، وجماعات قروية باقليم جرادة (رأس عصفور، تويسيت، أولاد سيدي عبد الحاكم)، وصولا الى عدد من جماعات إقليم فجيج: تندرارة، بوعرفة، عبو لكحل، فيجيج وعين الشعير، وينتشر حوالي 350 الف نسمة من السكان بالجهة الشرقية بتخوم هذا الشريط الذي عرف سكونا وجمودا من حيث التواصل ما بين الشعبين، حيث يعاني السكان بكلا البلدين شرق المملكة وغرب الجزائر الأمرين مما يعتري العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين بحكم وحدة الدين واللغة والعلاقات الانسانية والسياسية العريقة. هذه العلاقات التي عرفت ارتباكا وزادت حدة منذ سنة 1994، لما تم اغلاق الحدود بين الشعبين... ورغم ذلك وبعد قيامنا باستطلاع آراء عدد من السكان المغاربة وبعض المقيمين الجزائريين بالمغرب (بوجدة) اتضح أن مواطني الواجهتين الحدوديتين من مغاربة وجزائريين مازالوا يحافظون على أواصر الصداقة والقرابة والجوار، يتقاسمان معا أواصر الدم والقرابة والتقاليد والأعراف ومواسم الأولياء الصالحين بالبلدين، إلا أنهم أصبحوا وعلى حد تعبير بعضهم رهيني السياسة الجزائرية القائمة منذ أزيد من أربعين سنة، بداية من حرب الرمال الى افتعال مشكل الصحراء المغربية. ورغم ذلك مازالت هذه الشعوب من سكان شرق المملكة وغرب الجزائر تتواصل في حركة دائبة تتقاسمها التجارة الحدودية.. لكن امام ذلك تبقى مراكز حدود البلدين قائمة مع وقف التنفيذ، وهي في الخفاء مفتوحة أمام ظاهرتين اجتماعية واقتصادية تتحمل أعباءها بخسارة المملكة المغربية، وهي المتمثلة في تسهيل نشاط الهجرة من الجزائر الى المغرب، هجرة الأشخاص القادمين من دول جنوب الصحراء (حوالي 200 الف شخص تسللوا الى التراب الوطني في ظرف 12 سنة) ومعهم مواطنون جزائريون يرتادون هم أنفسهم مغامرات الهجرة نحو المغرب، كما أن الحدود تبقى مفتوحة بطريقة أو بأخرى في وجه نشاط التهريب المحظور من وإلى المغرب.. وهذا ما انتقده سكان الواجهتين: «حلال عليهم. حرام علينا»، فكيف إذن لآليات خفيفة وثقيلة ان تجتاز شرطة الحدود التي ينتشر بها الحرس الجزائري بشكل يدعو للقلق، وكيف لجيوش من المهاجرين السريين ينتهكون حرمة الحدود بصفة غير شرعية وسلطات الحدود الجزائرية على علم بها بل قيل إنها تسهل عليهم عملية الاجتياز.؟ هذه الأسئلة مافتئ سكان الواجهتين يطرحونها للرأي العام عساهم يجدون أجوبة تقنعهم بحرمانهم معانقة إخوانهم في الله وصلة الرحم خلال المناسبات الدينية وتفقد ذويهم هنا وهناك.!