عبّر بعض المواطنين الجزائريين المقيمين بالمغرب وبالضبط بكلّ من مدينتي وجدة وبركان عن سخطهم الكبير لسياسة إغلاق الحدود بين البلدين الشقيقين منذ سنة 1994، وهو إجراء أثر بشكل كبير على العلاقات الإنسانية والاجتماعية للشعبين، خاصة على مستوى الغرب الجزائري وشرق المملكة المغربية، لكون نسبة هامّة من الجانبين لها علاقات أهلية وعائلية فيما بينها، في هذا الصدد انتقلت العلم إلى أقصى نقطة حدودية بجماعة أهل أنكاد لعمالة وجدة أنكاد، وهي منطقة لغلاليس اتحاتة المحاذية لبلدة رُبّان الجزائرية والتي يفصلها عن الأولى وادي رُبّان أين شوهد عدد الأشخاص يتنقّلون بين الضّفتين ويتبادلون التحيات والسلام خلال هذا الشهر الكريم، وفي تصريح لأحد سكان دوّار لغلاليس المغربي قال: «هناك على بعد عشرات الأمتار أين تشاهد تلك المنازل، توجد ابنتي التي زوّجتها لمواطن جزائري ونجبت منه 4 أبناء وبنت، رغم قرار إغلاق الحدود فإننا نتواصل فيما بيننا ونتبادل الزيارات علانية وأخرى في السّر..! وأضاف المواطن أن صهره بالجزائر ومعه سكان البلدة والقرى الجزائرية المجاورة مازالوا يتطلعون وبشغف كبير إلى إعادة فتح الحدود وبصفة نهائية بين البلدين، كما أنّهم أصيبوا باليأس جرّاء السياسة الجزائرية تجاه إعادة فتح الحدود، وبجماعة بني درار الحدودية وبالضبط قرب قرية «الشبيكية» الجزائرية، إلتقينا بمواطنين جزائريين على شريط الحدود بين البلدين، ينتظران قدوم جدهما الذي يقطن بمركز بني درار لإبلاغه بأحوال العائلة هناك، فصرح لنا أحدهما أن سكان ولايات الغرب الجزائري مازالوا يطمحون الى فتح الطريق الحدودية مابين البلدين لتمكين الشعبين من التواصل فيما بينهما وإعادة النشاط الاجتماعي والثقافي إلى أوجه الذي كان يعيشه إبان فتح الحدود.. واستطرد قائلا إنهم يئسوا من سياسة قادتهم هناك مشيرا إلى أن سكان الغرب الجزائري وخاصة بمناطق باب العسا والشبيكية ومرسى بنمهدي وبوكانون قرب مدينة أحفير المغربية يتحدون هذه السياسة ويتواصلون مع إخوانهم وأهاليهم بالمغرب الشقيق.. بل يكسرون الحدود التي تكاد تمنعهم من صلة الرحم مع أشقائهم وأهاليهم الذين يقاسمونهم الدين والعروبة والتقاليد والعادات والثقافة والتاريخ. مواطنون من جماعة رأس عصفور بإقليم جرادة ، يستنكرون ما يتعرض له أبناؤهم من قتل وحجز وسجن من طرف سلطات الجزائر، ويتمنون لو انقلبت هذه السياسة الخادعة إلى سياسة حسن الجوار والتآخي على غرار ما يعامل به الأشقاء الجزائريون رغم تسللاتهم وأنشطتهم المحظورة داخل نفوذ المغرب...