هاجمت أسراب من الصراصير السوداء، أول أمس الأربعاء، مختلف المناطق والأحياء السكنية والمحلات التجارية بمدينة القنيطرة، وأصابت المواطنين بهلع شديد جراء زحفها على منازلهم مع الساعات الأولى لليل. واضطر العديد من التجار إلى إقفال دكاكينهم بعدما غزتها الصراصير من كل حدب وصوب، بينما سارع البعض منهم إلى اقتناء المبيدات الحشرية لصد هذا العدوان، الذي لم يسبق للمدينة أن عرفت له مثيلا، هذا في الوقت الذي قضى فيه المواطنون الليل كله في مطاردة الصراصير وقتلها بوسائل بدائية، بعدما أقلقت راحتهم بفعل الأصوات التي ظلت تصدر عنها طيلة الليل. وعاين العشرات من المواطنين، الذين كانوا يتأهبون لحضور أحد الأنشطة المبرمجة بقاعة الاجتماعات بقصر بلدية القنيطرة، جحافل الصراصير السوداء وهي تهاجم مبنى البلدية، وتنتشر بكثافة على جدرانه ومدخل بابه الرئيسي، محتلة طابقه العلوي، مما دفعهم إلى العدول عن فكرة الحضور لتتبع فقرات هذا النشاط، فيما بدت حدائق الساحة الإدارية خالية من زوارها المعتادين، بعدما اكتسحها هذا النوع من الحشرات. وكان المصلون الذين كانوا يؤدون صلاة التراويح بمسجد للا خديجة بحي ميموزا، أحد أكبر مساجد المدينة، أكثر الناس تضررا من هذا النوع من الحشرات، حيث باغتتهم على حين غرة، وأربكت العديد منهم في صلاته، سيما الشيوخ والأطفال، الذين اضطر عدد منهم إلى قطع الصلاة، ومغادرة المكان خوفا من لسعات الصراصير التي قد تتسبب في انتقال الميكروبات إلى أجسادهم الضعيفة. وقد استدعت خطورة هذا الوضع تدخل كل من يوسف السعيدي، باشا مدينة القنيطرة، وفؤاد بلحضري نائب والي الأمن، اللذين عاينا عن كثب احتلال الصراصير السوداء للبلدية، حيث أعطيت الأوامر إلى الجهات المختصة قصد الشروع في رش المبيدات بعين المكان، في حين تم تهميش المناطق الأخرى التي حرمت من حق الاستفادة من هذه العملية. ويأتي هذا الحادث أياما قليلة بعد «الهجوم» الذي أعلنه «الناموس» على منطقة «أولاد أوجيه» وحي «الوريدة»، مما تسبب في إلحاق الأذى بسكانهما، ورغم إشعار المصالح المختصة بالأمر، فإن الوضع ظل على ما هو عليه، ليبقى المواطنون تحت رحمة لسعات الناموس والصراصير حتى إشعار آخر.