تكثر في مدينة مراكش هذه الأيام أسراب من حشرات البعوض (الناموس) لم يعهدها سكان المدينة منذ سنوات، والتي أصبحت تقلق راحة النائمين من الأطفال الرضع والشباب والشيوخ، الذين يطيب لهم الرقاد على أسطح المنازل هروباً من حرارة الجو، أو حتى الذين اخذوا داخل الغرف مناماً مريحاً. وعبر بعض السكان في تصريح ل التجديد إنهم يعانون الأمرين من انتشار حشود حشرات البعوض إذ إن أجسامهم وأجسام أطفالهم الصغار أنهكتها اللدغات ومساحيق الصيدليات، وأنفاسهم انقطعت من جراء المبيدات التي أصبحت غير فعالة. ومن غريب الأمور أن أسراب البعوض (شنيولة بالعامية) تنطلق من مآويها مباشرة بعد صلاة المغرب أو قبيل شروق الشمس للبحث عن الدم الآدمي في الحدائق العامة أو في المنازل، بل بعض أسراب هذه الحشرات تهجم نهاراً والتنغيص على البعض في وقت عمله أو قيلولته، خاصة في الأماكن غير المجهزة بمكيفات، لم يسلم أيضا من لدغاتها السياح الموجودين بكثرة بالمدينة الجميلة. وقالت مصادر مطلعة إن مستوصفات بالأحياء الشعبية استقبلت العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض الحكة والطفح الجلدي نتيجة لسعات البعوض الجائع، والذي لم يعد يفرق بين أصحاب البشرة السوداء والسمراء والبيضاء والصفراء. وعزت مصادر طبية في تصريح ل التجديد تكاثر البعوض في هذا الوقت إلى هبوب أمطار رعدية منذ أيام على المنطقة، مما حذا ببيض الناموس على التفقيص مبكرا، فيما قال أعضاء في ودادية الأحياء داخل المدينة العتيقة إن انتشار البعوض مرده إلى تدني مستوى النظافة بالمدينة داخل الشوارع والأزقة، وهو ما لاحظته أيضا سلطات الولاية التي راسلت بعض رؤساء مقاطعات البلديات في الموضوع تحثهم على بذل المزيد من الجهد في نظافة المدينة. من جهة أخرى، أرجع متتبعون للشأن المحلي التقتهم التجديد انتشار البعوض إلى إحجام البلدية عن تفعيل دور فرق الرش التابعة لها برش الأحياء والأماكن العامة بواسطة المبيدات عبر سيارات الرش أو يدوياً واستهداف مكامن الخطر، وحاويات النفايات، وبعض الأماكن التي تكونت فيها مستنقعات، مشيرين إلى أن المسؤولين في مختلف المقاطعات البلدية التابعة لمجلس المدينة، والذين يقضي معظمهم عطلته الصيفية خارج المدينة الحمراء، ربما نسوا أن ينبهوا إلى خطورة الأمر ويأمرون برش المبيدات كما جرت العادة في السنوات السابقة. تجدر الإشارة إلى أن كتابة هذه الأسطر كانت ترافقه لسعات البعوض الحادة في كل أنحاء جسم مراسل التجديد بمراكش، والتي لم تترك له المجال للتوسع فيه فمعذرة للقراء الكرام.