يبدو أن الحزب الشعبي وضع ضمن أولويات سياسته الخارجية تسميم العلاقات بين المغرب وإسبانيا. هكذا، فبعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها خوسي ماريا أثنار إلى مليلية المحتلة في عز الأزمة بين البلدين إثر الاعتداءات التي تعرض لها مواطنون مغاربة على يد الحرس المدني والأمن الإسباني، يعتزم زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي زيارة مدينة مليلية المحتلة غدا الخميس للمشاركة في احتفالات سلطات الاستعمار بالذكرى 512 لاحتلال مليلية. والتي يسمونها يوم مليلية . وفي تعليق له على هذه الزيارة قال خوان خوسي امبرودا رئيس الحكومة المحلية لمليلية المحتلة إن هذه الزيارة التي يقوم بها رئيس الحزب الشعبي الذي سيكون حسب زعمه رئيس الحكومة الإسبانية مستقبلا إن هذه الزيارة تحمل دلالات مهمة بالنسبة لمستقبل المدينة. ووجه امبرودا في نفس الوقت انتقاده لوزراء الحكومة الاشتراكية الحالية الذين لم يأت منهم أي أحد حسب قوله لزيارة مليلية لمشاركة سكانها في الاحتفال بيومها. وتستعد السلطات الاستعمارية بمدينة مليليلة المحتلة للاحتفال بالذكرى 513 لاحتلال هذه المدينة التي تصادف 17 من شهر شتنبر حيث أنه في نفس التاريخ من سنة 1497 احتل الاسبان المدينة إثر صحوة الكاثولوكية وحرب الاسترجاع Reconquista التي طردت آخر وجود اسلامي بالاندلس سنة 1492م. غير أن هذه القرون من الاحتلال لم تستطع تغيير وجه التاريخ حيث أن السكان ظلوا على حالهم وحيث أن المغاربة لم ينسوا أن المدينة أرضهم المغتصبة وما انفكوا يطالبون بها. اما الوضع الجغرافي فهو ليس في حاجة إلى توضيح وهذه القرون لم تعط للاستعمار الاطمئنان بوجوده فقد ظل دائما يبحث عن مبررات الشرعية. وهكذا وفي خضم ذكرى الاحتلال التي يسميها المستعمرون يوم «مليلية» انبرى السيد خوسي امبرودا رئيس الحكومة المحلية المحسوب على الحزب الشعبي المعروف بعداءه للمغرب، هذا الرجل الذي لم يكف عن تسميم العلاقات بين المغرب وإسبانيا، انبرى للادعاء بأن التاريخ وفي امثلة عديدة كان عاملا حاسما في وضع الحدود بين البلدان ضدا عن الجغرافيا وذلك في اشارة الى وضع سبتة ومليلية المحتلتين.