اجتماع أمني رفيع المستوى لتحضير لقاء وزيري داخلية المغرب وإسبانيا عقد مسؤولون أمنيون مغاربة وإسبان أول أمس الأربعاء، اجتماعا بالرباط للتحضير للقاء وزيري الداخلية بالبلدين يوم الاثنين المقبل.. لمحاولة احتواء الأزمة التي انفجرت بين البلدين على خلفية سوء المعاملة والتعنيف الجسدي التي تعرض له عدد من المواطنين المغاربة في المعبر الحدودي بين المغرب ومدينة مليلية المحتلة، في وقت خلفت زيارة خوسي ماريا أثنار الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، ردود فعل قوية من طرف الحكومة الاشتراكية بلغ حد وصفها ب»الخيانة». وذكر بلاغ مشترك صدر عقب الاجتماع، الذي ترأسه كل من إبراهيم بوفوس المدير العام المكلف بالشؤون الداخلية وفرانسيسكو خابيير بيلاسكيث المدير العام للشرطة والحرس المدني بإسبانيا، أن الجانبين عبرا عن «ارتياحهما لجودة التعاون بين مختلف المصالح والذي يعكس العلاقات المتميزة القائمة بين المملكة المغربية وإسبانيا والتي مكنت من بلوغ نتائج مرضية» في مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتهريب المخدرات، والتعاون الأمني. وأشار البلاغ إلى أن الطرفين اتفقا على تقديم عدة مقترحات ومحاور للتعاون كفيلة بالرقي بالعمل المشترك إلى وزيري الداخلية في الحكومتين المغربية والإسبانية واللذين من المنتظر أن يلتقيا يوم الاثنين المقبل بالرباط لمحاولة إنهاء أزمة المعابر. وحضر هذا اللقاء أيضا عن الجانب المغربي كل من الجنرال حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي والشرقي الضريس المدير العام للأمن الوطني وخالد الزروالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية. إلى ذلك، أثارت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي ماريا أثنار، في اليوم ذاته، لمدينة مليلية «لدعم الشرطة الإسبانية» بهذا الثغر المحتل، جدلا سياسيا بين الحكومة والمعارضة اليمينية التي تحاول تأجيج الأزمة بين المغرب وإسبانيا. وخلال هذه الزيارة المفاجئة لمدينة مليلية ندد رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق بما أسماه «التحرش» الذي تخضع له مدينة مليلية في إشارة إلى الحملة التي يقوم بها نشطاء من المجتمع المدني المغربي للتعبير عن استيائهم من المعاملة التي يتعرض لها المواطنون المغاربة في المعابر الحدودية مع مليلية على يد أفراد الشرطة الإسبانية. وتسببت هذه الزيارة في عدوة التراشق بين الحزب الاشتراكي الحاكم والحزب الشعبي المعارض الذي شدد على دعمه لزيارة أثنار لمدينة مليلية رغم تأكيده على أنها زيارة خاصة لرئيس حكومة سابق ولمواطن إسباني «لمنطقة إسبانية»، كما جاء على لسان الأمينة العامة للحزب الشعبي ماريا دولوريس دي كوسبيدال. لكن كوسبيدال استغلت هذه الزيارة، التي كانت قيادة الحزب الشعبي على علم بالتحضير لها دون إشعار الحكومة بذلك، لمهاجمة هذه الأخيرة ونعتها بالتقصير في الدفاع عن مدينة مليلية وعن سكانها الذين يتعرضون إلى «تحرش غير مقبول» من طرف المغاربة حسب قولها. ولم يتأخر رد الحكومة والحزب الاشتراكي كثيرا حيث وصف وزير التجهيز خوسي بلانكو زيارة أثنار لمدينة مليلية ب»الخيانة للحكومة ولإسبانيا»، مؤكدا أن السلطات الإسبانية تقوم بجهود كبيرة لاحتواء الأزمة مع المغرب في أقرب وقت ممكن. وفي بلاغ له اتهم الحزب الاشتراكي غريمه السياسي، الحزب الشعبي، ب»صب الزيت على النار»، ووصف أمينه العام المساعد المكلف بالاتصال، إستيبان غونثاليث بونس، الذي زار مليلية قبل أثنار ب 48 ساعة، ب»موقد الفتن».