كشفت صحيفة «لوموند ديبلوماتيك»، الشهرية الفرنسية ، عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب (جنوب إسرائيل) للتنصت على المنطقة، هي الأكبر والأضخم في العالم. وذكرت الصحيفة في عددها لشهر شتنبر الحالي، في تقرير كتبه الصحافي النيوزلندي، نيكي هاجر، أن مهمة هذه المحطة التجسسية تتمثل في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية، التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية ، وكابلات الإتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط. وأضافت أن هذه المحطة التجسسية التي تستهدف اعتراض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا وآسيا، تشرف على تشغيلها وحدة تحمل الرقم 8200، وهي وحدة استخبارات غير معروفة رغم الإمكانيات الكبيرة المتوافرة لها. وتقع هذه المحطة في منطقة اأوريمب بجنوب إسرائيل، على بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع، وذلك عند الدرجة 34,18,31 خط عرض شمال، و 31,18,34 خط طول شرق. ويشير التقرير الى ان المعلومات، التي تجمعها المحطة، ترسل الى الوحدة 8200 قرب هرتسليا، فيما تفيد تقارير أخرى الى ان مقر الوحدة يقع الى جانب مقر جهاز الاستخبارات االموسادب الذي يتلقى المعلومات الى جانب فروع الجيش الأخرى. ويقول الصحافي النيوزلندي، نيكي هاجر، إن هذه المحطة التجسسية تتمتع بقدرة هائلة في جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء. ويضيف في تقريره الذي جاء تحت عنوان امن هنا يعمل جواسيس إسرائيلب، أن هذه المحطة المزروعة في صحراء النقب، تخضع لحماية أمنية مشددة، حيث بدت أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة، ومحمية بالعديد من كلاب الحراسة. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن السلطات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، كثفت خلال السنوات القليلة الماضية من بناء العديد من محطات التنصت مستفيدة من التطورات التكنولوجية في مجال الاتصالات، حيث انتشرت في أماكن إسرائيلية متعددة الهوائيات الكبيرة والقوية القادرة على التقاط الاتصالات من مسافة تبعد مئات الكيلومترات. وذكر التقرير ان الانجاز المعروف لهذه الوحدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، والملك الأردني الراحل حسين خلال اليوم الأول من حرب يونيو 1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبين المجموعة التي اختطفت السفينة« اكيلي لاورو» في العام 1985. يذكر أن الصحافي النيوزلندي، الذي كشف عن هذه المحطة الإسرائيلية، سبق له أن كشف في كتاب أصدره عام 1996 تحت عنوان اأسرار القوةب،عن وجود أكبر نظام تجسسي أميركي يدعى إيشلون (كومٌَُ) يهدف إلى التنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الإنترنت والهواتف العادية والنقالة والفاكسات.