كشفت صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية عن قاعدة إسرائيلية للتجسس والتنصت على المكالمات والمراسلات على نطاق دولي تقع في النقب الغربي. ووصفت الصحيفة القاعدة الإسرائيلية التي تكشف لأول مرة بأنها من أكبر القواعد في العالم. وحسب معد التقرير، الصحافي النيوزلندي نيكي هاغر، تقع القاعدة السرية قرب كيبوتس أوريم في النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي تابعة لوحدة جمع المعلومات المركزية للاستخبارية العسكرية المعروفة بوحدة رقم .8200 وتعمل القاعدة على رصد المكالمات الهاتفية والاتصالات اللاسلكية والمراسلات الإلكترونية ومراقبة الاتصالات بين السفن في مياه البحر المتوسط عبر الأقمار الاصطناعية. وأوضحت الصحيفة أن بمقدور القاعدة السرية رصد مكالمات واختراف مراسلات عبر البريد الإلكتروني لدول وحكومات ومنظمات دولية وشركات أجنية وتنظيمات سياسية. وأضافت أن القاعدة تعمل بالأساس على رصد الاتصالات الإشارات بين السفن في البحر المتوسط إضافة إلى التجسس على شبكة الاتصالات في أعماق البحر التي تربط الكيان الصهيوني بأوروبا. وأشارت إلى أن للقاعدة مواقع تنصت سرية. وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي يتم رصدها في القاعدة تنقل إلى مقر الوحدة ,8200 الذي قالت الصحيفة إنه يقع في مدينة هرتسليا. فيما قالت تقارير أخرى إنه يقع بمحاذاة هرتسليا وعند مفرق جليلوت، حيث مقر الموساد. وبعد معالجة المعلومات في مقر الوحدة تنقل إلى جيش العدو والموساد. وتقتبس الصحيفة أقوال مجندة خدمت في السابق في الوحدة 8200 وعملت على تحليل المعلومات الواردة من القاعدة السرية في النقب. وأوضحت أن مهمتها كانت متابعة إشارات هاتفية ومراسلات عبر البريد الإلكتروني باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان عليها العثور على الجواهر (المعلومات المهمة). وأضاف معد التقرير أن القاعدة تقع في منطقة تماس بين القارتين أسيا وأفريقيا مما يمكنها من رصد اتصالات وإشارات على نطاق واسع. وذكر موقع صحيفة هآرتس الذي نشر التقرير، نقلاً عن الصحيفة الفرنسية، أن للوحدة 8200 مقرات أخرى في أنحاء الكيان الصهيوني، منها قاعدة الرصد والتجسس في الجولان المحتل، وتعتبر الوحدة المصدر الأساسي بكل ما يتعلق في جمع المعلومات الإلكتروني، من خلال ما يعرف بالسيغنات وإلينات أي التنصت على المكالمات والمراسلات وحتى الإشارات الصادرة من رادارات دفاعية واختراق الاتصالات المشفرة وترجمتها إلى معلومات، فيما تقع مسؤولية جمع المعلومات من مصادر بشرية أو ما يعرف بيومينت على الموساد (أو تسوميت في لغة الاستخبارات الصهيونية) والوحدة 504 في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان). وحسب هآرتس، فإن من أشهر إنجازات الوحدة 8200 رصد المكالمة بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك الأردني حسين بن طلال، في اليوم الأول من حرب يونيو ,1967 إلى جانب رصد مكالمة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العام 1985 مع أبو عباس بعد اختطاف السفينة الإيطالية اكيلا لاورو.