ذهبت أغلب الصحف الإسبانية الصادرة أمس (الأحد) في تعليقها على حادث الانفجارات الدامية في الدارالبيضاء ليلة الجمعة الماضية إلى القول بأن إسبانيا أضحت هدفا مباشرا من طرف "تنظيم القاعدة". واعتبرت في هذا السياق صحيفة "لاراثون" في افتتاحيتها ليوم أمس أن مقتل اثنين من الإسبان بمطعم "دار إسبانيا" وجرح ثلاثة آخرين جروحا بليغة، عقب الاعتداء الذي استهدف الموقع الإسباني بقلب الدارالبيضاء، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن إسبانيا أصبحت بشكل أو بآخر مستهدفة من طرف زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن". واستنتج كاتب الافتتاحية المعنونة ب"القاعدة تهاجم المغرب"، أن بلاده تؤدي ضريبة مساندتها للرئيس الأمريكي جورج بوش في حربه على العراق"، وأنها (أي إسبانيا) اندرجت ضمن اللائحة السوداء التي حددها بن لادن للدول الموصوفة ب"الصليبية المغرضة". وتابع كاتب الافتتاحية قوله إن الهجمات الأخيرة التي استهدفت خمسة مواقع بالدارالبيضاء رمت إلى "زعزعة استقرار البلد الجار لجنوب إسبانيا، حيث ينمو "التطرف" رويدا، وحيث إن المطالبة بسبتة ومليلية تندرج ضمن الخطاب السياسي المتطرف"، على حد تعبير صاحب المقال. من جهتها، نشرت صحيفة "إل موندو" أمس (الأحد) مقالا متابعا لحدث الاعتداءات الخمسة بالدارالبيضاء، ربطت فيه بصيغة مباشرة، العمليات بما أسمته ب"الإرهاب الإسلامي"، وذهبت الصحيفة إلى ما ذهبت إليه صحيفة "لاراثون" السالفة الذكر بالقول إن "هجمات الدارالبيضاء جعلت لأول مرة من إسبانيا هدفا "للإرهاب الإسلامي"، على حد زعمها. ووصفت الصحيفة هذه العمليات ب"الانتحارية" التي قام بها أربعة عشر "إرهابيا" مقسمون إلى خمس مجموعات، قتل ثلاثة عشر فردا منهم وألقي القبض على أحدهم، وفق ما أشارت إليه الصحيفة. الاتجاه نفسه نحته "أ ب س" الإسبانية في عددها ليوم أمس، حيث اتهمت "تنظيم القاعدة" بشكل مباشر بالوقوف وراء الهجمات العدوانية على الدارالبيضاء، وقالت في مقال لها بعنوان "الإرهاب الإسلامي يخلف 14 قتيلا بالمغرب، اثنين منهم إسبانيين" إن كل "الشبهات" وراء هذه الهجمات تحوم حول "تنظيم القاعدة"، مؤكدة أن العمليات التي استهدفت مدينة الدارالبيضاء تأتي حلقة ضمن سلسلة هجمات تنظمها "القاعدة" ضد المصالح الغربية في الدول الإسلامية مباشرة بعد الحملة الأمريكية في العراق. يشار إلى أن وزارة الخارجية الإسبانية أعلنت أول أمس (السبت) في مدريد أن مطعم "دار إسبانيا" (كاسا دي إسبانيا) الذي وقع عليه الاعتداء، كان يضم بين 100 إلى 150 شخصا وقت تنفيذ الهجوم، موضحة أن "دار إسبانيا" عبارة عن مطعم وناد اجتماعي إسباني إدارته خاصة، لكي يحظى بدعم الدولة الإسبانية، وهي موجودة في المبنى نفسه الذي تقع فيه غرفة التجارة الإسبانية في وسط المدينة القديمة ويرتادها رجال الأعمال الإسبان. يونس البضيوي