سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقارير أمريكية سرية أتبثت اختراق عدد كبير من عناصر الموساد لوزارة العدل ودوائر الهجرة كانوا يستعملون هواتف نقالة اقتناها لهم نائب القنصل الإسرائيلي في أمريكا
وحدها الحوادث ذات الدلالة الاستثنائية هي التي تلهب حماس المحلل السياسي حتى لو لم تحتل واجهة المشهد الإعلامي، وعندما تتجسس (إسرائيل) على أمريكا فمن الضروري أن نتوقف ونحاول فهم دلالات الموقف الذي يفترض ألا يحدث في ضوء المقولات السائدة في الخطاب السياسي العربي عن العلاقة بين أمريكا (وإسرائيل) والتي تتراوح بين الترويج الأعمى لمقولة أن (إسرائيل) تحكم أمريكا، والترديد الببغائي لخرافة أن العلاقة بينهما هي «العروة الأوثق» التي لا ثغرات فيها ولا مسافات ولا خلافات حيث «إسرائيل هي أمريكا» و«أمريكا هي إسرائيل»! طبقا لتقرير نشرته جريدة الأهالي المصرية صباح يوم الأربعاء 2 يناير 2002، فإن أجهزة الأمن الأمريكية رصدت مجموعة من الإسرائيليين كانوا قد استأجروا شقة في كاليفورنيا للتجسس على مجموعة من العرب في أمريكا، بالإضافة إلى مواقع أمريكية حساسة لغرض جمع المعلومات حول القواعد العسكرية الأمريكية. وأظهرت تقارير رسمية أمريكية سرية وجود عدد كبير من عملاء الموساد اخترقوا مكاتب الI.B.F ووزارة العدل ودوائر الهجرة، وان بعض عملاء الموساد كانوا يتابعون عن كثب خاطفي الطائرات ومن بينهم محمد عطا وأنهم عاشوا في الشارع نفسه الذي عاش فيه عطا. صحيفة « لوموند» الفرنسية ونقلا عن موقع الاستخبارات الفرنسية على شبكة الأنترنت، نشرت تفاصيل أخرى عن القضية واصفة إياها بأنها أكبر عملية في قضايا التجسس الإسرائيلي على الولاياتالمتحدة منذ اعتقال وإدانة الجاسوس « بولارد». وأضافت «لوموند» أن قوة مكونة من وكالة مكافحة المخدرات ووكالة الهجرة والجنسية والI.B.F ومكتب التحقيقات التابع للسلاح الجوي، كشفت عن شبكة تجسس إسرائيلية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية كان أعضاؤها يستخدمون هواتف محمولة اشتراها نائب قنصل إسرائيل في أمريكا، بحيث إن الشبكة تحتوي على مجموعة من النساء جذابات للغاية، وأن القوة الخاصة قدمت في يونيو عام 2001 ملفا خاصا عن القضية مكونا من 61 صفحة إلى وزارة العدل الأمريكية، والذي اطلعت « لوموند» على نسخة منه حيث جاء فيه والكلام هنا ل«لوموند» مايلي: «في دجنبر عام 2001 صدرت تعليمات إلى شرطة مكافحة المخدرات الأمريكية، لمراقبة محاولات كان يقوم بها طلبة إسرائيليون يدرسون الفنون التشكيلية للدخول إلى العديد من مكاتبها الحكومية أو الحصول على معلومات من داخلها، كما جرت محاولات من جانب طلبة إسرائيليين آخرين للدخول إلى مكاتب تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الدفاع الأمريكية في أجزاء مختلفة من البلاد وبصفة خاصة في فلوريدا، وكشفت التحقيقات فيما بعد أن المحاولات المذكورة كانت بهدف التجسس قامت بها 20 خلية منظمة تنظيما دقيقا يضم كل منها ما بين 8 و10 أفراد» . وفي موضع آخر قيل إنها تضم ما بين 4 و8 أفراد تتراوح أعمارهم بين 22 و 30 سنة، ومعروفون بأنهم خدموا في جهاز التجسس العسكري الإسرائيلي أو وحدات الاعتراض الإلكتروني ووحدات التعامل مع المتفجرات، فيما كان لبعضهم علاقات مع ضباط برتب عالية في الجيش الإسرائيلي(19)، وكانت الشبكة كما جاء في مجلة Intelligence on line (انتليجنس اون لاين) الفرنسية تسعى للدخول إلى أنظمة وزارتي الدفاع والعدل، وخصوصا إدارة مكافحة المخدرات ومنها إلى ملفات الوزارات الأخرى بما فيها وزارة الخارجية، وإنها كانت تستهدف كذلك المواقع الأكثر حساسية في الولاياتالمتحدة مثل قاعدة «تينكر» الجوية التابعة لسلاح الجو بالقرب من أوكلاهوما جنوب وسط الولاياتالمتحدة.)