سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عملاء إسرائيليون جمعوا معلومات استخباراتية عن الهجمات واحتفظوا بها لأنفسهم قناة «فوك» الأمريكية تسحب تحقيقا عن النجسس الإسرائيلي بأمريكا إثر احتجاج السفارة الإسرائيلية
وحدها الحوادث ذات الدلالة الاستثنائية هي التي تلهب حماس المحلل السياسي حتى لو لم تحتل واجهة المشهد الإعلامي، وعندما تتجسس (إسرائيل) على أمريكا فمن الضروري أن نتوقف ونحاول فهم دلالات الموقف الذي يفترض ألا يحدث في ضوء المقولات السائدة في الخطاب السياسي العربي عن العلاقة بين أمريكا (وإسرائيل) والتي تتراوح بين الترويج الأعمى لمقولة أن (إسرائيل) تحكم أمريكا، والترديد الببغائي لخرافة أن العلاقة بينهما هي «العروة الأوثق» التي لا ثغرات فيها ولا مسافات ولا خلافات حيث «إسرائيل هي أمريكا» و«أمريكا هي إسرائيل»! بعد تأكد التحقيقات وثبوت الأدلة ألقت المخابرات الأمريكية القبض على عدد من الإسرائيليين المشتبه بهم، فيما طردت الآخرين بداية شهر يونيو من عام 2001، ومن بين المطرودين ابن جنرال إسرائيلي لم يذكر اسمه، بالرغم من أن تقديرات وسائل الإعلام تضاربت حول أرقام المطرودين والمحتجزين، لكنها في الغالب تلتقي عند ذكر عدد الذين تم القبض عليهم (160 إسرائيليا قبل التفجيرات و60 بعدها ) كما تختلف في عدد المحتجزين أو المطرودين. وعندما بث تلفزيون فوكس الأمريكي بين 11 و14 شتنبر 2001 تحقيقا أعده الصحفي «كارل كاميرون» حول التجسس الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة، سارعت السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى نفي ما جاء في التحقيق، كما تحركت مؤسسات يهودية نافذة في أمريكا, بينها المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي ولجنة العمل السياسي الأمريكي - الإسرائيلي وغيرهما، منددين بما أسموه مزاعم وافتراءات، الشيء الذي اضطرت معه قناة فوكس إلى سحب التحقيق من موقعها على الأنترنت بعد يوم واحد على نشره. وجاء في تحقيق الصحفي كاميرون حول تجسس الموساد على المؤسسات الحكومية الأمريكية، أن الشبكة الإسرائيلية اخترقت 25 مؤسسة معلوماتية واتصالات كبرى بينها: Logicials Amdocs « لوجيسيال امدوس» وخاصة شركة «نايس كونفيرس انفوزيس» التي تمول البرامج المعلوماتية للمصالح الحكومية الأمريكية المخولة بالتنصت على المكالمات الهاتفية، وقال كاميرون «إن مؤسسة «كونفيرس» متهمة بأنها أمدت السلطات الأمريكية بأجهزة ملغومة، أي انه كان بإمكان «كونفيرس» استقبال وتسجيل وتخزين كل المكالمات والاتصالات الهاتفية الصادرة من وإلى وعبر أمريكا، مما يعني أن السلطات المختصة الأمريكية نفسها أصبحت هدفا للتنصت. أحد المحققين الأمريكيين أكد لمراسل قناة فوكس نيوز الصحفي «كارل كاميرون» قائلا «بعد أحداث 11 شتنبر تم اعتقال أكثر من 60 إسرائيليا وفقا لقوانين المواطن والهجرة، وبينت التحقيقات الأولية معهم بأن هناك علاقة بين الإسرائيليين وأحداث 11 شتنبر وكان التلميح واضحا بأنهم قد جمعوا معلومات استخباراتية عن الهجمات المخطط لها ولكنهم احتفظوا بها لأنفسهم». ورفض مصدر قناة فوكس نيوز إعطاء أي تفصيلات قائلا «الأدلة التي تربط هؤلاء الإسرائيليين بأحداث 11 شتنبر سرية، لا أستطيع إخبارك عن أدلة تم جمعها، إنها سرية، لكن ما أستطيع أن أقوله لك هنا هو أن هذه الشبكات الإسرائيلية قد صممت لاختراق المنشآت الحكومية الأمريكية، هدفها جمع معلومات استخباراتية منظمة، خاصة وأن معظم أفراد هذه الشبكات قد خدموا في القوات المسلحة الإسرائيلية ولديهم خبرة ودراية تامة عن حيثيات وكيفيات التجسس وجمع المعلومات». وفوكس نيوز لا يعرف عنها عداؤها لإسرائيل، فهي قناة يملكها روبرت مردوخ وكانت في مقدمة أنصار جورج بوش في الحرب على الإرهاب وغزو العراق.