دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إسرائيل إلى التفكير في الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي الدولية، ووضعِ كل منشآتها النووية تحت إشراف مفتشي الوكالة. وجاء في تقرير للوكالة أن مديرها العام، يوكيا أمانو، اجتمع مع مسؤولين إسرائيليين أثناء زيارته لإسرائيل، الشهر الماضي، لبحث مطلب تؤيده الدول العربية، لانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي. ودعا أمانو إسرائيل للتفكير في الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ، وإخضاع منشآتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الذرية»، وفق ما جاء في قرار العام الماضي. ورفضت إسرائيل ، في رسالة مرفقة بالتقرير، المسعى العربي بوصفه محاولة لصرف الانتباه عن «تحديات الانتشار النووي الحقيقية» في الشرق الأوسط التي تمثلها إيران وسوريا. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي ، أفيغدور ليبرمان، في رسالة بعثها في يوليوز الماضي ، للوكالة الذرية «إن محاولات التركيز على إسرائيل وحدها ينتقص بشكل خطير من محاولات المجتمع الدولي معالجة الانتهاكات الفعلية والمستمرة لالتزاماته الدولية في المجال النووي». ونجحت الدول العربية، العام الماضي، في استصدار قرار غير ملزم حظي بأغلبية بسيطة في الجمعية العمومية للوكالة الذرية ، يحث إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، مما يلزمها بالتخلي عن الأسلحة النووية. ومن المتوقع أن تقترح الدول العربية نصا مماثلا في الاجتماع السنوي لمجلس المحافظين التابع للوكالة الذرية بالعاصمة النمساوية ، فيينا ، في وقت لاحق من الشهر. في المقابل ، أدانت إسرائيل القرار باعتبار أن الذي يقف خلفه أعداء يرفضون وجودها، في إشارة إلى سوريا وإيران. وجعلت انضمامها للمعاهدة مرهونا بالتوصل لسلام شامل بالمنطقة. من جهتها ، حذرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها -الذين صوتوا ضد المبادرة العربية- من أن الإشارة لإسرائيل وحدها يمكن أن يعرض للخطر مبادرات أوسع تهدف لحظر أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وقال التقرير -الذي تزامن صدوره مع إطلاق مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أميركية- إن أمانو نقل لإسرائيل أثناء زيارته قلق الوكالة من القدرات النووية الإسرائيلية. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون، إن قرار الوكالة الذرية ، الذي تزعمته الدول العربية ، «سيعرقل الجهود الرامية لخلق أجواء ملائمة» لمؤتمر مزمع عقده في 2012 لمناقشة إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط. وقالت إيران ، التي ترفض اتهامات غربية لها بالسعي للحصول على سلاح نووي تحت غطاء برنامج نووي سلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية، إن «أنشطة إسرائيل النووية تهدد بشكل خطير السلام والأمن الإقليمي والدولي». بدورها ، تطالب الصين «بضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي كدولة غير نووية» والسماح للوكالة الذرية بتفتيش مواقعها النووية. ولا تؤكد إسرائيل ولا تنفي امتلاك أسلحة نووية بموجب إستراتيجية «غموض» توصف بأنها تردع أعداءها، وفي الوقت نفسه تتجنب استفزازات علنية يمكن أن تشعل سباق تسلح. وتتيح معاهدة منع الانتشار النووي ، الموقعة سنة 1970 ، حصول الدول الأعضاء على الطاقة النووية مقابل التعهد بعدم امتلاك أسلحة نووية.