أثارت تصريحات عضو في مجلس إدارة البنك المركزي (البوندسبنك)عن مهاجرين مسلمين في ألمانيا جدلا ساخنا يتعلق بالأجناس والاندماج في المجتمع. وأشارت نتائج استطلاعين للرأي نشرت الأسبوع الماضي عبر وسائل الإعلام أن الألمان منقسمون بشدة بشأن مصير هذا العضو، وحفلت عناوين الصحف على مدى الأيام العشرة الماضية بانتقادات تيلو ساراتسن عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني للمسلمي وتصريحاته زعم فيها أن اليهود لهم تكوين جيني مميز. وأكدت مصادر إعلامية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومجموعة من كبار الساسة وبخو ساراتسن البالغ من العمر 65 عاما الذي قال إن المهاجرين ذوي الأصول التركية والعربية يرفضون الاندماج ويستنزفون الدولة ويخفضون معدل الذكاء في البلد. وحث المجلس المركزي لليهود في ألمانيا البنك المركزي على إقالة ساراتسن لكن البنك قال إنه أجل اتخاذ قرار بخصوص مصيره الى يوم الخميس الماضي على الأقل. وكانت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "انميد" لحساب قناة "ان."24 " التلفزيونية وقد أشارت إلى أن 51 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع لا يرون حاجة لإقالة ساراتسن بينما عبر 32 في المائة عن رأي مضاد. لكن استطلاعا أخر أجرته مؤسسة "يوجوف" لحساب صحيفة "بيلد" أظهر أن 42 بالمائة يعتبرون انه لم يعد مقبولا أن يبقى ساراتسن في وظيفته بينما قال 34 بالمائة إنهم يرون انه ما زال مقبولا ولم يحدد 25 في المائة موقفهم. وشمل كل من الاستطلاعين نحو 1000 ألماني. وزاد وزير المالية الالماني فولفجانج شيوبله الضغط على البنك المركزي قائلا إن ساراتسن قصر في القيام بواجباته، مؤكدا أنه "واضح تماما أنه أخفق في الوفاء بالتزاماته.. ضبط النفس. هذا النوع من كسر المحرمات لا يحقق تقدما لبلدنا بل لا يحقق إلا عكس ذلك." وأشار استطلاع "انميد" أن عدد من يختلفون مع المصرفي في الرأي أكبر من عدد من يتفقون معه. وضمن "ساراتسن" تأملاته عن المهاجرين في كتاب جديد بعنوان "ألمانيا تمحو نفسها". وقال نحو 35 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم "يرفضون" نظرياته التي رحبت بها أحزاب تنتمي إلى أقصى اليمين في ألمانيا وخارجها بينما لم يتفق معه في الرأي سوى 30 بالمائة. لكن 56 بالمائة ممن استطلعت آراؤهم قالوا إن المهاجرين هم المسؤولون عن المشاكل التي يواجهونها في الاندماج بينما يرى 11 بالمائة أن الالمان هم المسؤولون عن الصعوبات. ويقول ساراتسن في كتابه "لا أريد لأحفادي وأبناء أحفادي أن يعيشوا في بلد معظم سكانه مسلمون ويشيع فيه الحديث بالتركية والعربية على نطاق واسع وترتدي فيه النساء الحجاب وتحدد فيه دعوة المؤذن إلي الصلاة إيقاع اليوم." واضطر ساراتسن الأسبوع الماضي لإلغاء القراءة الأولى للكتاب الذي يتوقع أن يكون من بين الكتب الأكثر مبيعا وذلك لدواع أمنية بعد أن ذكرت جماعات مناهضة للفاشية أنها تعتزم تنظيم احتجاج. ويرفض ساراتسن اتهامات بإثارة انقسامات في ألمانيا التي يعيش فيها ما لا يقل عن اربعة ملايين مسلم معظمهم من أصول تركية ويقدر عدد ذوي الأصول العربية فيها بحوالي 280 ألف.