دايف جراهام حظى هجوم لمسؤول بالبنك الاتحاد الالماني على الاتراك والعرب الذين يعيشون في البلاد بسيل من الدعم الشعبي الا أنه أثار تحذيرات من تضاؤل التسامح العرقي مما ألقى الضوء على شقاق غائر في ألمانيا حول اندماج الاجانب. وقوبلت تصريحات تيلو سارازين وهو عضو مجلس ادارة البنك الاتحادي الالماني بانتقادات من البنك لكنها لاقت اشادات من نازيين جدد ولفتت انتباه الاف الالمان الى اتخاذ موقف عام من القضية. ودعا سارازين في مقابلة نشرت الاسبوع الماضي بمجلة لتر انترناشيونال الثقافية الى اجراءات صارمة ضد الهجرة وقال ان كثيرين من المسلمين يعيشون عالة على ألمانيا. وقال لست بحاجة لقبول من يعيشون عالة على الدولة وينبذون هذا البلد.. ودائما ما ينجبون فتيات صغارا ترتدين الحجاب. وهذا الامر ينطبق على 70 في المئة من الاتراك و90 في المئة من العرب في برلين. وتابع يغزو الاتراك ألمانيا كما فعل مواطنو كوسوفو في الاقليم.. من خلال معدل مواليد أعلى. وذكر أن الطريق الذي نمشي فيه يعني أن نصيب الصفوة الفكرية في المجتمع يتناقص لاسباب لها علاقة بتركيبة السكان. وقال ممثلو ادعاء في برلين يوم الخميس ان اتهاما وجه الى سارازين يشمل التحريض على الكراهية العرقية. وقال متحدث ان ممثلين للادعاء ينظرون في الاتهام لكنه رفض التصريح بالشخص الذي وجه الاتهام. ومن ناحية أخرى يحتدم الجدل العام في البلاد حيث يؤيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي سارازين ويحث الحكومة على تعيينه في منصب مفوض البلاد الخاص بالاجانب. ويصل عدد الاشخاص من أصل تركي في ألمانيا الى نحو ثلاثة ملايين شخص كما يبلغ عدد من هم من أصل عربي نحو 280 ألف شخص بين 82 مليون نسمة هو تعداد السكان في البلاد. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة كولنر شتات أنتسايجر أن ثلث المشاركين فيه يؤيدون سارازين. وقالت نسبة 43 في المئة ان تصريحاته مبالغ فيها في بعض الحالات لكنه على حق في الكثير من الامور. وأوضح استطلاع اخر أجرته صحيفة دي فيلت أن أكثر من ثلثي المشاركين فيه يرون أن الانتقادات التي تعرض لها سارازين غير مبررة. وقال فريد تيمور وهو عالم أحياء ألماني من برلين ومن أصل تركي يبلغ من العمر 40 عاما انه لم يسمع تصريحات أكثر تمييزا من تلك التي أدلى بها سارازين الذي عرض فيما بعد تقديم اعتذار لائق. وأضاف لا أتوقع حتى سماعها من النازيين الجدد. وقال كل ما تفعله هذه التصريحات هو وضع الناس في مواجهة بعضهم بعضا فهي لا تخدم الاندماج. وتشويه سمعة النساء بهذه الطريقة يثير الضحك فهو هجوم على المستقبل. وتقول أبحاث حكومية ان تصريحات سارازين لا ترسم صورة حقيقية للوضع في ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا والتي تعتمد بشكل متزايد على المهاجرين بسبب زيادة أعداد كبار السن وتراجع معدل المواليد. وقالت دراسة أجرتها العام الحالي وزارة الداخلية الالمانية حول المسلمين في البلاد ان حالة الاندماج أكثر ايجابية مما يفترض في أغلب الاحيان. وأضافت أن 70 في المئة من المسلمات لم ترتدين الحجاب قط. وسارازين /64 عاما/ عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي ليسار الوسط وقضى معظم الاعوام العشرة الاخيرة في منصب وزير المالية في برلين كما أنه أثار جدلا في الماضي بسبب تصريحاته اللاذعة لكنه لم يركز من قبل قط بهذة العلانية على مسألة العرق. ودافعت بعض الصحف عن سارازين وقالت ان طبيعة بعض التصريحات المثيرة للشقاق لا تنفي ما له من تأملات أخرى حول الاندماج الاجتماعي والاقتصادي. وانهالت التعليقات على الصحف والمدونات حول تصريحات سارازين التي جاءت بعد تهديدات وجهها تنظيم القاعدة الى ألمانيا وبعد انتخاب حكومة جديدة في البلاد من المتوقع أن تكون أقل تأييدا لامال تركيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وأظهر موقع صحيفة بيلد على شبكة الانترنت مئات التعليقات التي تؤيد سارازين. وقال قاريء على الموقع ذكر أن اسمه يوكن 33 الرجل على صواب تام .. فاذا نظرت حولك في بعض الاجزاء في برلين أو كولونيا فستشعر أنك في الشرق. ينبذ غالبية هؤلاء الناس بلدنا لكنه لا ينبذون دعم الدولة لهم. وقال يوني هويسلر وهو كاتب في مدونة سبريبليك في برلين لرويترز ان المدافعين عن سارازين خلطوا بين الحقائق حول المهاجرين ونظريات مشكوك فيها وشجعوا تصريحات عنصرية. وأضاف لدي انطباع أن هناك استعدادا لتقبل الاراء التي تنتمي الى أقصى يمين الطيف السياسي بشكل أكبر مما كان عليه الامر في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين.. لدرجة أنها قد تصدر عن الوسط. ودعا بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الى طرد سارازين من الحزب بينما قال البنك الاتحادي الالماني انه يجب أن يستقيل. وقال سباستيان ايداتي رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس النواب بوندستاج والعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي انه يجب على سارازين الاستقالة وشبه اراءه بالتفكير النازي.وأضاف ستثار مشكلة أكبر اذا جعلنا الامر يمر وعدنا لاعمالنا المعتادة. سيعطي هذا التصرف تشجيعا أكبر للاشخاص لترديد هذه الاقوال. اننا نتحدث عن أيديولوجية اشتراكية قومية محضة