تزايدت المناقشات في ألمانيا حول وضع المسلمين في البلاد، وذلك قبيل انطلاق «مؤتمر الإسلام» في دورته الرابعة والأخيرة خلال الفترة التشريعية الحالية. ودعت وزيرة العدل الألمانية بريجيتا تسيبرس إلى منح حق الاقتراع في المجالس المحلية للأجانب من خارج دول الاتحاد الأوروبي. وقالت تسيبرس في تصريحات نشرتها صحيفة «برلينر تسايتونج» : «يجب أن نناقش بصراحة شديدة موضوعات مثل المساواة بين الرجل والمرأة تماما مثل حق المشاركة في الانتخابات المحلية بالنسبة للأجانب». وأضافت:»يجب أن توضح الدولة أن المسلمين، مثلهم في ذلك مثل جميع المهاجرين، محل ترحيب في ألمانيا وجزء من هذا المجتمع». ويعتبر وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله صاحب فكرة المؤتمر الذي انطلق عام 2006 والذي يجمع بين ممثلي الولايات والجمعيات المحلية في ألمانيا مع الاتحادات الاسلامية وبعض المنظمات الاسلامية، غير الحكومية. ووفقا لوزيرة العدل، فإن عملية الحوار مع المسلمين لم تنته مشيرة إلى أن «التقصير الذي استمر لعقود في مسألة الاندماج لا يمكن حله خلال مؤتمر عمره ثلاثة أعوام». وقيمت الوزيرة «مؤتمر الإسلام» بشكل إيجابي داعية إلى ثقافة الحوار المفتوح مع الجانب الإسلامي من جهة، وبين الأطراف الإسلامية المختلفة من جهة أخرى. ودعت تسيبرس إلى استكمال المؤتمر في الفترة التشريعية الجديدة، وهو موقف سبق وأعرب شويبله عن تأييده له. من جهته، قال وزير داخلية ولاية هيسن فولكر بوفير إنه يفتقد الوصول إلى نتائج مباشرة من خلال المؤتمر وقال في تصريحات نشرتها صحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» : «مؤتمر الإسلام خطوة صحيحة لا بديل لها لأنها دفعت بالمسلمين في ألمانيا إلى دائرة اهتمام الرأي العام». وكانت دراسة نشرت نتائجها في برلين أظهرت أن العدد الفعلي للمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا حاليا أكبر مما هو معروف إذ أن نسبتهم تعادل حوالي 5 % من إجمالي عدد السكان. ووفقا للدراسة، فإن عملية اندماج المسلمين في المجتمع الالماني تتم بشكل أفضل مما يعتقد، ولكنها أشارت في الوقت نفسه إلى وجود بعض نقاط الخلل الواضحة لدى المهاجرين الأتراك الذين رصدت تراجع أداءهم في التعليم. وأجرت الهيئة الاتحادية للمهاجرين واللاجئين الدراسة التي حملت عنوان «الحياة الإسلامية في ألمانيا»، وذلك بتكليف من مؤتمر الإسلام في ألمانيا. ونصح القائمون على الدراسة بتعزيز الدعم للمهاجرين في مرحلة ما قبل المدرسة ومرحلة المدرسة وأيضا خارج المدرسة. وأكدت الدراسة أن اندماج المسلمين، الذين ولدوا في ألمانيا من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين، أفضل من الجيل الأول الذي جاء إلى ألمانيا للعمل والمنحدر غالبا من طبقات ليست ذات مستوى تعليمي مرتفع. وأرجعت الدراسة سبب تراجع الاداء الدراسي للأتراك في ألمانيا إلى الوضع السيء للمرأة التركية في الجيل الأول من المهاجرين. ويشكل الاتراك غالبية المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا، إذ يبلغ عددهم نحو 5.2 مليون شخص مما يعني أن اثنين من كل ثلاثة مسلمين في ألمانيا له أصول تركية.