استغل العشرات من الحراكة المغاربة والأفارقة في المدة الأخيرة، هدوء الأحوال الجوية والبحرية، وتهافتوا على استعمال الحوامات البلاستيكية المنتفخة، في عمليات عبور المسافة البحرية الفاصلة ما بين سواحل طنجة، وسواحل طريفة والجزيرة الخضراء.. استعمال هذه المراكب الصغيرة الحجم، والتي يلهو بها الأطفال ويمتطيها الكبار في جل الشواطئ، وخاصة منها شواطىء الشمال، تحولت بفعل أثمانها الرخيصة، وسهولة ركوبها، الى بديل، لقوارب وزوارق الموت، التي ارتفع ثمن ركوبها، لما يفوق مليون سنتيم للرأس.! وبما أن المصالح المكلفة بمراقبة الشواطئ الحضرية والقروية بشمال المغرب، لا تعير أي اهتمام لهذه الظاهرة الخطيرة، فإن السلطات الاسبانية في الضفة الأخرى من البوغاز، تفطنت منذ سنتين، لهذا الحريك البلاستيكي، وهو ما مكنها بواسطة المراقبة البحرية، من ضبط مجموعة من هذه الحوامات البلاستيكية، وعلى متن كل واحدة منها، ما بين أربعة وسبعة أشخاص، من ضمنهم أطفال قاصرون، وجلهم من المغاربة. بل وأن هذه الحوامات، لم تعد تنطلق منفردة، بل بشكل جماعي، حيث أن الحرس المدني البحري الاسباني بالجزيرة الخضراء، ضبط في يوم واحد، ثلاثة مراكب بلاستيكية، وهي وقتئذ على مشارف طريفة بأقصى الجنوب الاسباني.. وللإشارة، فإن جل هذه الحوامات البلاستيكية، تنطلق من نواحي القصر الصغير، عندما تهب رياح الشرقي المعتدلة، وتنطلق من نواحي طنجة، عندما تهب رياح الغربي المعتدلة، وأن المسافة البحرية، في الاتجاهين معا، تتراوح، ما بين 14 و 18 كيلو مترا، والإتجاه يكون في الغالب، إما طريفة، أو الجزيرة الخضراء، أو لالينيا المتاخمة لجبل طارق..