زادت خرجة إعلامية لمنظمة الصحة العالمية الثلاثاء الماضي في خلط الأوراق ورفع حدة الغموض حول حقيقة انفلوانزا الخنازير. فقد أكدت مديرة المنظمة في ندوة صحفية رسميا زوال خطر وباء انفلونزا الخنازير الذي اعتبرته أول وباء يعرفه العالم في القرن الحادي والعشرين، والذي لم يكن مميتا كما توقعت المصالح الطبية حيث خلف منذ أبريل 2009 حوالي 18 ألف و 500 حالة وفاة، ليكون أقل خطرا من الانفلوانزا الموسمية ويأتي هذا الموقف الرسمي أياما بعد رفع لجنة التحقيقات بالبرلمان الفرنسي تقريرا حول تواطؤ المنظمة مع مختبرات تصنيع الدواء وتوجيه الاتهام بأن جائحة انفلوانزا الخنازير لم تكن بدرجة من الخطورة التي أعلنت عنها المنظمة. وفي الاتجاه المعاكس لما تضمنه التقرير الفرنسي الذي نشرته العلم يوم الاثنين الماضي، أكدت مديرة المنظمة مارغريت تشان أن العالم خرج من حالة الاستنفار القصوى ليدخل مرحلة ما بعد الوباء، مضيفة أن فيروس انفلوانزا الخنازير بلغ نهاية مساره. وبتقديمها هذه التوضيحات تكون مديرة المنظمة قد اتبعت مرة أخرى توجيهات لجنة اليقظة بالمنظمة التي اجتمعت صباح الثلاثاء الماضي لكي تتدارس تطور الداء وتقرر ما إذا حان الوقت لإعلان زوال الخطر أم لا، والذي خلفه فيروس ينتقل من الخنازير والطيور والإنسان. ويعد هذا الاجتماع الثالث من نوعه للجنة الخبراء الخمسة عشر منذ فبراير الماضي وظلت مترددة رغم بطء انتشار الانفلوانزا في البلدان الواقعة في الشمال، مبررة موقفها بحلول موسم الأمطار في النصف الجنوبي من الكوكب. وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس اللجنة الأسترالي جون ماكنزي أن الفيروس ليس الأخطر مقارنة مع فيروسات نزلات البرد، دعت مديرة منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى توخي اليقظة والحذر، إذ قد يتحول الفيروس إلى نوع أخطر بعد انخفاض درجات الحرارة في الأشهر المقبلة، وهذا ما يزيد من الحيرة بخصوص حقيقة هذا الداء ومدى خطورته وصحة ضلوع المنظمة مع المختبرات العالمية لتسويق منتجاتها! أما مديرة منظمة الصحة العالمية فأكدت أن المعطيات التي تم تجميعها بخصوص مستوى انتشار الداء وعدد الإصابات تتطلب سنوات من الدراسة للخروج برؤية واضحة حول الجائحة، مضيفة أن العالم كان محظوظا. وبالنسبة للمغرب، فقد تم تلقيح 850 ألف شخص، في مقدمتهم النساء والأطفال والأطر الطبية، فضلا عن تجهيز 16 مختبرا جهويا بقيمة 16 مليون درهم. وأكدت وزيرة الصحة ياسمينة بادو أن المخزون من لقاح انفلوانزا الخنازير سيتم استبداله تدريجيا بلقاح الانفلونزا الموسمية.