بعد سلسلة الانتقادات غير المؤسسة على أساس التي وجهت للمغرب بشأن ترحيل عد من المبشرين الذي ضبطوا يستغلون حاجة وفقر أطفال مقابل تمسيحهم ، عادت الصحافة الاسبانية لتنصف المغرب من خلال تنويهها بتوشيح جلالة الملك محمد السادس لراهبتين إسبانيتين هما فيرمينا سواريس غارثيا ورافائيل ديل كامبو ماسويلا الممرضتين والمساعدتين الاجتماعيتين بالمركز الاستشفائي الجهوي بالحسيمة بالوسام العلوي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لعيد العرش. ورأت الصحافة الاسبانية في هذا التوشيح الملكي أنه يعد الأول في تاريخ البعثات الدينية الاجتماعية . وقد شكل حدث توشيح جلالة الملك صدر راهبتين اسبانيتين تابعتين لكنيسة " أوردن دي سان بيثيني دي باول" أهمية بالغة بالنظر الى بعده السياسي الذي يرمي اليه، وهو حدث خلف بالفعل ردود أفعال تثمينا لهذه البادرة الطيبة، وما حملته من إشارات قوية وبليغة مضمونها أن المغرب بالفعل بلد التسامح والتعايش الحضاري وموطن الانفتاح على الديانات الأخرى. وقد حصد الحدث المزيد من الاهتمام الدولي، وتصدر العديد من وسائل الاعلام الاسبانية، التي ذكرت في أعدادها الصادرة يوم الأربعاء، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد بعد توشيح صدر الراهبتين أن المغرب يقدر العمل الذي تقومان به. وكان جلالة الملك قد وشح كذلك بنفس الوسام الراهبة البرتغالية دوس رييس غايو ماريا المساعدة الاجتماعية والممرضة بمركز للا مريم لحماية الطفولة بالرباط . وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقلد فيها الملك محمد السادس الوسام العلوي للعاملين الأجانب في الحقل الديني المقيمين في المغرب. وذكرت بعض وسائل الإعلام الإسبانية أن تقليد الملك هذا الوسام يعتبر، حسب رأيهم، محاولة لتجاوز الصورة السيئة التي نتجت عن ترحيل نحو 130 مبشر مسيحي معظمهم من الإنجيليين في شهر مارس الماضي، كان من بينهم اثنان من الجنسية الإسبانية، وهي إشارة تؤكد على أن المغرب فعلا بلد التسامح وحرية التدين، حيث يحتضن راهبات يقدمن أعمالا اجتماعية من مختلف الدول في إطار تعاقد قانوني.