قالت فعاليات جمعوية إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم ينخرط بالشكل الإيجابي في قضية الاهتمام بمغاربة الخارج، مؤكدة أنه لم يعر موضوع «اللغات والهوية» الأهمية التي تستحق معتقدة أنه لم يساهم عمليا في نقاش حول «الهوية اللغوية للمغرب» الذي هيمن خلال ندوة عقدت أخيرا في الرباط حول »اللغات في الهجرة«، أشرف على تنظيمها مجلس الجاليات المغربية في الخارج. وأوضحت مصادر عليمة أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مثله العديد من الباحثين المنتمين لمراكز البحث الموجودة داخل المعهد إضافة إلى حضور عبد الرحمن العيساتي كمحاضر في الندوة المشار إليها والعيساتي هو في الأصل من الريف وأستاذ جامعي بإحدى الدول الأوربية ومدير «قناة بيربير تي في». وأفادت المصادر ذاتها أن لجنة «الهوية والثقافة»، التابعة للمجلس الأعلى للمغاربة المقيمين بالخارج والتي يرأسها يونس أجراي ومن أعضائها عبد الله بوصوف وأحمد الأفراسي وهمو أزداي و هو عضو مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ناقشت مسألة تعليم اللغات لأبناء الجالية وتقرر في اجتماعها الثاني اعتماد وتدريس لغات التواصل في الوطن الأم لأبناء الجالية ولغة التواصل في المغرب هي اللغة العربية واللغة الأمازيغية. وصلة بموضوع ندوة «اللغات والهجرة» قالت مصادر إعلامية حضرت أشغال اللقاء إن محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجاليات المغربية المقيمة بالخارج، ركز على السياسة اللغوية في البلدان التي تضم جالية مغربية، متحدثا عما سماه ب»الثقافة المغربية«. وأضافت أن عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وهو من أصول أمازيغية، والذي كان يتولى مهمة التسيير، ذكر عامر بالجانب الأمازيغي في السياسة اللغوية التي يتبناها المغرب. ما جعل الوزير يرد قائلا، إن المغرب يدافع دائما عن الثقافة المغربية، بغض النظر عن مكوناتها، سواء العربية والأمازيغية، وأضاف أن المغرب ليست لديه أي عقدة في الحديث عن الهوية الأمازيغية. وأضافت المصادر ذاتها أن مداخلة عامر كانت تناقش موضوع التنوع اللغوي بشكل عام مركزة في ذلك على كلمة »الثقافة المغربية« دون التطرق لتفاصيل مكوناتها، لأنه في نهاية المطاف ما يهم المغربي هو ثقافة بلده، وقال إنه سيكون سعيدا للغاية عندما يفتتح قريبا أول مركز مغربي لتعليم اللغة الأمازيغية في العاصمة البلجيكية بروكسل. وذكرت أن الوزير أوضح أن أجيالا جديدة من أصول مغربية، رأت النور في بلاد المهجر، وهو ما يحتم على المغرب مسايرة هذا النمو الديموغرافي لجاليته، من خلال تقوية تعلم اللغات، وفي المقام الأول اللغة العربية باعتبارها صلة وصل رئيسية للحفاظ على العلاقة بالوطن الأم، وتراثه الديني والثقافي. وأضاف أن المغرب لا يسعى إلى إنشاء مراكز ثقافية على الطريقة السوفياتية لنشر الآيديولوجيات، لكنه يسعى فقط لحماية ثقافة وهوية أبنائه المقيمين في الخارج، واعتبر أن »تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في أوساط الجالية هو أولوية بالنسبة للحكومة المغربية«. وشدد الوزير على أنه »لا يوجد تعارض في الاندماج في بلد ما، وتعلم لغة الوطن الأم، وأكد أن جزءا كبيرا من الجالية المغربية مستقر ومندمج في الدول التي يعيشون فيها«، وأضاف: »بالقدر الذي يندمج المغاربة في بلدان الاستقبال، بالقدر الذي يتشبثون فيه ببلدهم الأم«، وطالب حكومات الدول، حيث يعيش المغاربة، بعقد مقاربة تشاركية جديدة تأخذ بعين الاعتبار حاجات البلد الأصل في تدبير الشأن الثقافي المرتبط بمواطنيه في المهجر. وقال إن الكثيرين لم يكونوا يعتقدون أن المغاربة الذين هاجروا للخارج سيمكثون فيه بشكل دائم، وهو الأمر الذي دعا المغرب إلى تغيير سياسته اللغوية وإعادة النظر بشكل جذري في الجانب البيداغوجي على جميع المستويات. وأضاف أن المغرب سيستثمر في الكثير من الوسائل لكي يندمج النظام التعليمي المغربي في أنظمة دول المهجر، مشددا على أن المغرب لن يكتفي فقط بإرسال الأساتذة والمقررات. وقال إنه سيتم توحيد وتدريس المقررات التي يدرسها المغاربة، وأشار إلى أن المغرب أرسل هذه السنة 240 ألف كتاب، إلى حيث يقيم مغاربة. وقال إدريس اليازمي رئيس مجلس الجاليات المغربية بالخارج، إن المغرب يسعى إلى تقوية الروابط بين مواطنيه وبلدهم الأم، خصوصا في ما يتعلق بحاجاتهم اللغوية والدينية والثقافية، وأضاف أن ما يقوم به المجلس جاء تلبية لمطلب قديم ومستمر للمهاجرين المغاربة في الخارج، الذين يطالبون دوما بتعلم لغة بلدهم الأصل، وأشار اليازمي إلى أن العدد المتزايد للجالية المغربية، الذي تجاوز ثلاثة ملاين ونصف المليون، هو الذي حفز المغرب على حماية مصالح جاليته. واعتبر اليازمي أنه لا يمكن أن يكون هناك اندماج ناجح من دون علاقة متزنة مع كل الانتماءات اللغوية والدينية والثقافية للوطن الأم، واعتبر اليازمي أنه بالنسبة للمغرب؛ فإن تلبية حاجات الجالية المغربية لن تكون بمعزل عن تنوعه الخاص، وكذا عن التزامه في مجال احترام حقوق الإنسان الكونية.