بصيغة التهكم و التشكيك المعتادة لدى جزء من الاعلام الجزائري المسخر من طرف الجهات المعلنة و الخفية التي لا شغل لها الا الاضرار بصورة المملكة و مصالحها . لم تجد صحيفة «لكسبريسيون » الجزائرية موضوعا كفيلا بتبرير منطق تقطير السم و إشعال نيران الفتن بين المغرب و الجزائر غير النتائج المؤقتة لاستطلاع الرأي الذي يتضمنه الموقع الالكتروني لجريدة « العلم »(www.alalam.ma ) . فبعنوان مثير تصدر الصفحة الأخيرة من عدد الجريدة الجزائرية أمس الثلاثاء :« 53 في المائة من المغاربة يقولون لا لفتح الحدود مع الجزائر » تساءل كاتب المقال المعروف بسلسلة كتاباته المعادية للمغرب و لأي تقارب بين البلدين الجارين كيف يمكن تحليل أرقام نتائج استطلاع الرأي لجريدة «العلم » و التي تفيد حسب الرأي المعبر عنه من أزيد من نصف المشاركين فيه البالغ عددهم الى غاية نهاية الأسبوع زهاء الأربعين ألف ضد فتح الحدود المغلقة بين البلدين , في الوقت الذي تتناقض حسب فهم محرر المقال هذه النسب مع مواقف الحزب الذي تنطق «العلم » بلسانه و نداءاته بضرورة فتح الحدود . و حيث أن « ليكسبريسيون » سمحت لنفسها بمحااكمة نوايا قراء الجريدة و أيضا حزب الاستقلال الناطقة بلسانه ليمتد بعد ذلك الى الأمين العام للحزب الذي بترأس الحكومة ، و نصبت نفسها وصية على اختياراتهم و مواقفهم و ميولاتهم ، فإن المناسبة مواتية لتوضيح بعد القضايا و النقاط ذات الصلة بالمناورة الاعلامية الجديدة للزملاء الجزائريين بليكسبريسيون و عبرهم الطابور المترصد لأي هفوة أو ظرف لنفث جرعات السموم الحاقدة . فأولا إن تحليل أرقام مؤقتة لاستطلاع رأي مفتوح عبر الشبكة لا يمكن أن يعبر إطلاقا عن موقف الحزب أو الخط التحريري «للعلم » و التي لا يمكن للسيد تواتي أو غيره من الأقلام المعارة أو المستعارة أن يوظفها لخدمة أجندة من يحركونهم من وراء أوأمام الستار المعروف . ثانيا أن أرقام و نسب الاستطلاع لا تخضع إطلاقا كما هو الحال بالنسبة للعديد من التجارب و الأمثلة ذات الصلة بالنسبة لمنابر البلد الشقيق لأي رقابة قبلية أو بعدية و بالتالي فإنها تمثل مزاج آلاف المترددين يوميا على موقع «العلم » من مختلف القارات . ثالثا إذا تماهينا مع الاستنتاج المتسرع للمقال فإنه يجب أن نسجل أن النتائج المعبر عنها مؤقتا لا تمثل نسبة المغاربة المشاركين فيها الا قرابة 46 في المائة من المتفاعلين مع موقع الجريدة من مختلف القارات ، بينما البقية من الزوار كما يمكن التأكد من ذلك عبر المواقع المتخصصة من خارج المغرب و يكفي شرفا للجريدة أن زهاء العشر منهم من الشقيقة الجزائر . رابعا إن محاولة المزايدة على مواقف حزب الاستقلال و الشعب المغربي قاطبة و حكومة المملكة من قضية التقارب بين الشعبين الجزائري و المغربي كمكسب تاريخي غير قابل للمساومة ، لا يمكن أن يندرج الا ضمن منطق التشكيك و زرع الفتن بين الأشقاء في البلدين و مباشرة مهام التفتيت و الشقاق القذرة التي لا يمكن لليكسبريسيون أو غيرها من أقلام الجفاء أن تنكر بأن مصالح متخصصة داخل النظام الجزائري تبذل قصارى جهودها لانعاش فتيلها .