سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتجاجات مغربية على زيارة مَارْيَانو رَاخُوي لمليلية المحتلة زعيم الحزب الشعبي المعارض يخطب ود ساكنة مليلية و يوزع وعودا انتخابية ويتهم الحزب الحاكم بالفشل
"سنعمل على جعل الحياة أسهل" عبارة اختارها ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي الإسباني ليخطب ود الحاضرين لتجمع احتضنته قاعة أحد فنادق مليلية المحتلة على هامش الزيارة التي قام بها نهاية الأسبوع في إطار الجولات المكوكية التي دأبت عليها أسماء وازنة بالحزب الشعبي في أفق الاستحقاقات المقبلة التي يراهنون على أن تكون نتائجها لصالحهم. وفي معرض مداخلته التي وصفها متتبعون بمرافعة ضد الحزب الاشتراكي الحاكم وجه انتقادات بالجملة للحكومة المركزية محملا إياها كل تراجع بالمدينة وعدم وفائها بالتزاماتها اتجاه المواطنين الإسبان في منطقة اعتبرها استراتيجية و حساسة و تضطلع بأدوار كبرى في إشارة إلى مليلية، كما أفصح زعيم اليمينيين عن نوايا حزبه في دعم القدرات الاقتصادية وتمكين الساكنة من امتيازات مهمة في حالة وصولهم إلى سدة الحكم، مما يؤكد أن تواجده بالمدينة لا يمكن فصله عن أجندة انتخابية يسعى من خلالها إلى تحسين صورة صديقه في الحزب رئيس الحكومة المحلية الذي أبان عن سوء تدبير لأمور المدينة مع استمالة كتلة ناخبة أبانت عن عدم اقتناعها ببرنامج الحزب الشعبي . وفي هذا الصدد نقل راخوي إلى الحضور عزم قيادة الحزب محو كل الفوارق المجالية و التفاوتات بين المدينة وباقي التراب الإسباني و الرفع من المستوى المعيشي عبر دعم المشاريع الكبرى و البنية التحتية و تحسين الخدمات و بناء وتأهيل المرافق العامة مع جعل التربية و التعليم و التشغيل حلقات أساسية في كل السياسات العامة التي سيطرحها الحزب في برنامجه الانتخابي أو الحكومي في حالة منحه ثقة الناخبين. واعتبر لقاءه هذا مناسبة للتواصل مع الساكنة و التعرف على انتظاراتها ومن تم وضع الخطوط العريضة لكل الحاجيات و استدراك الخصاص في قطاعات حيوية. وهو ما يعطي انطباعا أوليا على انعدام نظرة واضحة لدى زعيم الحزب الشعبي الذي سعى إلى البحث عن نقط ضعف البرامج الرسمية التي تسهر على تنفيذها حكومة ثاباتيرو موجها إليها في ذات الوقت انتقادات لاذعة الهدف منها حشد مناصرين لخدمة مخطط انتخابي صرف. لكن الأمر الملفت للانتباه هو تعمده القيام بهذه الزيارة التي تأتي في مرحلة تعرف تطورات هامة على مستوى قضية الوحدة الترابية وبعد أسابيع على التصريح الحكومي الذي أكد من خلاله الوزير الأول المغربي على أحقية المغرب في استرجاع مليلية و سبتة و باقي الجزر التابعة لهما انطلاقا من قناعة لا رجعة فيها. وبالتالي جاءت الزيارة بشكل استفزازي لتؤكد النوايا المدسوسة لدى الحزب الغرض منها الإساءة إلى العلاقات بين الجارين كما ترمي إلى الصيد في الماء العكر و الظهور في موقف المدافع و الحامي لإحدى آخر المستعمرات بالعالم. سياسة معاكسة المغرب والتي يتم تدبيرها في كواليس الحزب الشعبي ليست وليدة اليوم فقد أكدتها محطات بارزة كانت أوجها تطورات ملف جزيرة ليلى التي كادت تعصف بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، حينها اختار المغرب الاحتكام إلى منطق العقل و الرزانة السياسية وعدم إثارة مشكلة تؤثر على المناخ الإقليمي فيما فضلت إسبانيا على عهد رئيس الحكومة والحزب الشعبي السابق أثنار المناورة وتكريس فكر استعماري و تصعيد لم يثمر أي شئ سوى التشويش على مستوى العلاقات بين الجارين. يذكر أن نحو مائتي فرد شاركوا يوم الجمعة الماضي ضمن وقفتي الاحتجاج الرمزيتين اللتين دعت إليهما اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب أمام كلّ من مقر القنصلية العامّة الإسبانية بالنّاظور وبوابة مليلية على المعبر الحدودي ببني انصار احتجاجا على زيارة راخوي لمليلية ، إذ اعتبر المشاركون ضمن الوقفتين بأنّ الاستفزازات التي تفعّلها الحكومة والتنظيمات السياسية المشتغلة بالجار الشمالي للمغرب، زيادة على الحكومتين المحلّيتين المسيّرتين للشأن العام بكلّ من مليلية وسبتة المحتلتين ، لا تزيد الشعور الوطني للمغاربة إلاّ قوّة وإيمانا بضرورة الالتفاف حول الملفّات الماسّة بالوحدة الترابية للمملكة المغربية.