أجمعت الصحف الإسرائيلية على انتقاد ما اعتبرته فشلا ذريعا في التعامل مع « أسطول الحرية» لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وطالبت وزير الحرب، إيهود باراك، بالاستقالة فورا، ودعا بعضها إلى إنهاء حصار غزة تفاديا لتكرار الفشل. وتنوعت عناوين الصحف الإسرائيلية المعبرة عن حالة الفشل تلك بين الورطة، والكمين، والنحس ، ووصمة العار، وأين العقل? والأغبياء. واعتبرت ذلك اليوم أحد الأيام الأقسى لحكومة بنيامين نتنياهو منذ أن تشكلت. وفي رأي صحيفة« هآرتس»، فإن هناك فشلا استخباريا أتبعه فشل عملياتي قاد إلى فشل سياسي، وإن الأمر أصبح خطوة مركبة لم يعتد عليها مقاتلو الوحدة البحرية الإسرائيلية. وقالت صحيفة "معاريف" إن العملية البحرية، فجر يوم الاثنين، أمام شواطئ غزة، كانت سخافة مطلقة، وخليطا من الإخفاقات التي ولدت حفلة مخجلة. وذكرت« هآرتس» أن بيان استقالة سريع لباراك، سيسمح بتخفيض مستوى لهيب الغضب ضد إسرائيل، وقالت والتفسير الأكثر إقناعا سيكون اعتراف وزير الحرب بأن هذه العملية فشلت. فشل الوزير وفشل رئيس جهاز الأمن، ولم يعد هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية لتحديد المسؤولية. وفي محاولة حصر عناصر الفشل، وتحديد الفائز والمنتصر، قالت« هآرتس»، وصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حققت نصرا هائلا من دون أن تطلق صاروخا واحدا. في المقابل، فشلت حكومة نتنياهو فشلا مطلقا، والمسألة ليست "من ينتصر في هذه المواجهة، بل من سيحظى بالنقاط أمام الرأي العام، بالشرعية وبالتفهم". وأشارت الصحيفتان إلى أن هذا الفشل سيلقي بآثاره السلبية على العلاقات مع تركيا ومحادثات التقارب مع الفلسطينيين، ورجحت« يديعوت أحرونو ت» بأن دولا أوروبية والولايات المتحدة لن تتمكن من الاكتفاء بتوبيخ إسرائيل. وذكرت أن مصر تخضع من جديد لضغط هائل لفتح معبر رفح، كما أشارت إلى المظاهرات الاحتجاجية التي عمت مناطق كثيرة من العالم إلى جانب الوسط العربي في إسرائيل، واجتماع مجلس الأمن الطارئ بشأن الأزمة. وأضافت أن العملية أظهرت إسرائيل أيضا جديرة بأن تعاقب، وجديرة بأن يفرض عليها عقاب جماعي، وضربها، إن لم يكن على الرأس، فعلى الأقل في الجيب، بمقاطعة اقتصادية وتجارية. وقالت صحيفة «معاريف» إلى ذلك أن الردع الإسرائيلي تلقى ضربة شديدة. الصورة الإسرائيلية تلقت ضربة قاضية. وكل هذا حصل في عمق المياه الدولية، وجعل إسرائيل دولة قراصنة. وتساءلت صحيفة «معاريف» "إذا كانت هذه هي نتائج محاولة السيطرة على سفينة غير مسلحة على مسافة ربع ساعة من أسدود، ما الذي ينبغي لنا أن نفكر فيه عن المواجهة المتوقعة حيال إيران؟ وماذا يفترض في الإيرانيين أن يفكروا فيه الآن؟ وخلصت إلى القول إن الوحدة البحرية 13، الأكثر فخرا لإسرائيل، أهينت . وذكرت الصحيفة أن النتيجة في امتحان عملية "رياح السماء" كانت إخفاقا" ، فقد أحرز العدو بالضبط الصور التي أرادها، وأخذت الأمواج الدبلوماسية الارتدادية تحشد تسارعا وتهدد في هدم الحصار على غزة، ويتوقعون في أجهزة أمن إسرائيل إمكان رحلة بحرية تركية أخرى أكبر، تحاول استرجاع نجاح لسابقتها. وفي تقييمها للحصار، الذي دخل عامه الرابع ، قالت صحيفة «هآرتس» إن الحصار على غزة أخفق ولم يضعف حماس، وقد فرضته الحكومة السابقة، وتخشى الحكومة الحالية إلغاءه لئلا تتهم بالضعف إزاء حماس. وقالت إن أجهزة أمن إسرائيل تتوقع رحلة بحرية تركية أخرى كبرى، وأضافت أنها ستضم عددا أكبر من السفن مع عدد أكبر من الناس، وربما أيضا مع بعض السفن الحربية التركية. وقالت «هآرتس» إن إسرائيل لا يمكنها أن تتجاهل الضغط الذي يمارس على مصر، ولا المكانة الجديدة لتركيا في أعقاب المواجهة العنيفة. وفي تصورها للمخرج، ذكرت أن الجهود الإعلامية لن تكفي، وأن السبيل المعقول هو المبادرة إلى خطة عمل مشتركة مع تركيا ومصر والفلسطينيين، للتخطيط معا لإزالة الحصار عن قطاع غزة، وفي غياب خطة كهذه، يمكن لإسرائيل أن تتوقع المزيد من أساطيل المساعدة التي ستقتضي منها أن تعود لتقاتل منظمات مدنية.