تظاهر فلسطينيون عند معبر رفح الحدودي السبت المنصرم مطالبين السلطات المصرية بفتح المعبر ليتسنى لهم أداء مناسك الحج مع استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يضع القطاع أمام كارثة إنسانية بالتوازي مع إعلان فصيلين فلسطينيين استهداف مواقع إسرائيلية قرب القطاع. وتجمع المئات من الراغبين في السفر لأداء مناسك الحج عند الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي رافعين لافتات تناشد السلطات المصرية فتح المعبر أمام حركة الحجاج الفلسطينيين. وكانت حركة حماس قد قدمت أسماء أكثر من 3000 حاج للعبور من خلال معبر رفح الذي يعد المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، مع استمرار إغلاق المعابر الأخرى بناء على قرار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بدعوى استمرار إطلاق القذائف والصواريخ المحلية على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. ورفضت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني نداءات الأممالمتحدة التي طالبت بفتح المعابر فورا، طالبة من المنظمة الدولية أن تأخذ بعين الاعتبار أمن وسلامة "المستوطنين الأبرياء" على حد وصفها. وأفاد مراسلو وكالات إخبارية في القطاع بأن انقطاع التيار الكهربائي بسبب توقف تدفق الوقود بات يهدد المستشفيات بالشلل التام ويعرض حياة عدد كبير من المرضى والأطفال حديثي الولادة للخطر، بالإضافة إلى عجز مخابز القطاع عن توفير الخبز للمواطنين. و انتقد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي صمت المجتمع الدولي حيال الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة الذي يتناقض مع أبسط مبادئ القانونين الدولي والإنساني، داعيا المجتمع الدولي والمجموعة الرباعية إلى التحرك لمواجهة ما وصفها بالمواقف الإسرائيلية المتعنتة. وفي الأثناء دعا صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية اإلى ضرورة تثبيت التهدئة ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدا أن التهدئة يجب أن "تكون متزامنة ومتبادلة تتضمن رفع الحصار وفتح المعابر". كما طالب عريقات -في تصريح صحفي مكتوب عقب لقائه مع القنصل الأميركي العام جاك والاس وممثل روسيا لدى السلطة سيرغي كرزوف- جميع الفصائل الفلسطينية بتثبيت التهدئة والاحتكام للمصالح العليا للشعب الفلسطيني، معتبرا أن "إنهاء الانقلاب في قطاع غزة بات ضرورة ملحة". ويعاني مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة من آثار الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 18 شهراً رغم المناشدات الدولية. وكان مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القطاع حذر من أن القطاع سيواجه كارثة إنسانية في حال استمر إغلاق المعابر بسبب نفاد المخزون الطبي والغذائي فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي الذي يهدد المستشفيات بالشلل التام.