تضاعفت معاناة المسافرين الفلسطينيين في قطاع غزة من جرَّاء إغلاق معبر رفح الحدودي بشكلٍ كاملٍ باستثناء فتحه عدة مرات في فترات متفاوتة وبعيدة، ولا يزال معبر رفح مغلقًا منذ ما يزيد عن 35 يومًا؛ حيث فتحت أبوابه في الثالث من يناير 2010. سياسة العقاب الجماعي التي انتهجها الاحتلال ضد سكان قطاع غزة؛ وذلك بتشديد الحصار الظالم وانتهاج سياسة الإغلاق؛ باتت تتراكم بشكلٍ كبيرٍ على كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، ومنذ ذلك التاريخ، يتزاحم آلاف الفلسطينيين العالقين في قطاع غزة على بوابة معبر رفح البري؛ أملاً في السفر حال إعلان "هيئة المعابر والحدود" استئناف العمل المؤقت في المعبر بعد توصلها إلى تفاهمات مع الجانب المصري تتيح إعادة تشغيله. وتشير إحصائية صادرة عن "هيئة المعابر والحدود"، في تقريرٍ توثيقيٍّ لها عن عمل المعبر خلال الفترة عام 2009م، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه، الأربعاء (10-2)؛ إلى أن الإغلاق المتواصل والمتكرر للمعبر سبَّب الأذى لآلاف الفلسطينيين الذين علقوا في الجانب الفلسطيني من المعبر لفترات متفاوتة؛ عاشوا خلالها أوضاعًا كارثية كادت تهدد حياة المرضى والأطفال وكبار السن منهم. وأوضح التقرير أن الأهالي الراغبين في مغادرة القطاع عانوا كثيرًا أثناء انتظار فتح المعبر لساعات محدودة؛ الأمر الذي هدَّد بفقدان الكثيرين أعمالهم وإقاماتهم في البلدان التي يعملون فيها. المرضى والطلبة الأكثر تضررًا وأشار إلى أن المئات من مرضى السرطان والقلب يكابدون عناء انتظار فتح المعبر ليتسنَّى لهم -في ظل الازدحام الشديد- السفر للعلاج بالمستشفيات المصرية والعربية. ولفتت وزارة الصحة بغزة إلى أن عدد مرضى السرطان خلال سنة 2009م في مستشفيات قطاع غزة وصل إلى 1899 مريضًا؛ منهم 1050 حالة أورام و849 أمراض دم، وبلغ عدد النساء المصابات بالسرطان 770 سيدة، بينما عدد المرضى الأطفال 223 طفلاً. وأضافت أن المئات من طلبة الجامعات بالخارج الذين قدموا إلى غزة لقضاء إجازتهم بين أهلهم وذويهم؛ حرموا من العودة أو تأخَّروا في الوصول إلى جامعاتهم، وتشير التقديرات إلى أن عدد الطلبة المسجلين في وزارة الداخلية للسفر بلغ 600 طالب. وقالت "هيئة المعابر والحدود": "إن فترات فتح المعبر المتباعدة زادت من معاناة، وفاقمت عددًا كبيرًا من الحالات الإنسانية من المرضى والجرحى والطلاب والمقيمين في قطاع غزة، وهم في أمسِّ الحاجة إلى السفر"، مؤكدة أنه لا يجوز إغلاق معبر رفح أمام الحالات الإنسانية. وشددت على أن الاتصالات مستمرة مع المسؤولين المصريين وبعض المؤسسات الدولية من أجل فتح معبر رفح أمام الحالات الإنسانية وأصحاب الإقامات، بالإضافة إلى عدد من الطلبة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بجامعاتهم في الخارج. وجدَّدت الهيئة مطالبتها بضرورة فتح المعبر في أسرع وقت ممكن، مبينة أن هناك حالات إنسانية وضعها صعب تريد السفر إلى الخارج من أجل إجراء عمليات في المستشفيات، وأن هناك طلبة لم يتمكنوا خلال فتحه مطلع الشهر المنصرم من الالتحاق بالفصل الثاني في جامعاتهم بالخارج. وأكدت أن الجهود مع المسؤولين المصريين من أجل فتح المعبر لا تنقطع، مناشدة المسؤولين ضرورة العمل على إعادة فتحه لكي يتمكَّن المواطنون من السفر.