خيم غياب مجموعتين إسلاميتين كبيرتين عن محادثات تقودها الحكومة الألمانية لدعم اندماج أربعة ملايين مسلم ألماني على اجتماع تم الاتفاق فيه على علاج قضايا مثل تدريب الأئمة والتطرف والحجاب. وأكدت مصادر إعلامية أن الجدل بشأن جدول أعمال المؤتمر وقوائم المدعوين دفع المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا لمقاطعة المحادثات، حيث ندد رئيس المجلس أيوب أكسيل كولر بالمؤتمر ووصفه بأنه «مثل مرسوم أصدرته الحكومة» قائلا إن المسلمين تم تجاهلهم. وكان وزير الداخلية توماس دي مايتسيره قد منع بالفعل مجموعة أخرى لصلاتها مع جمعية تخضع لتحقيقات السلطات الأمنية. وأضافت المصادر ذاتها أنه نقل عن زعيم الخضر جيم أوزديمير وهو ابن مهاجرين تركيين ويعتبر أول شخص من أقلية عرقية ينتخب لقيادة حزب ألماني قوله «هذه المحادثات غير مبشرة تحت قيادة دي مايتسيره.» ويقيم في ألمانيا ثاني أكبر جالية إسلامية في غرب أوروبا بعد فرنسا. ويعتبر الأكراد أكبر أقلية في البلاد. ووضعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاندماج على جدول أعمالها السياسي قبل أربعة أعوام وبدأت حوارا رسميا في هذا المجال. ولكن كثيرا من المسلمين يشكون من أن المؤتمرات لا تزيد عن كونها منبرا للكلام. وقال دي مايتسيره إن مؤتمر اليوم يستهدف تحويل بعض الحوار إلى ممارسة عملية، موضحا أن المؤتمر الذي يضم بعض المجموعات التركية ورجال الدين المسلمين والمسؤولين الحكوميين وافق على برنامج عمل لعلاج قضايا تؤثر على جاليات الأقليات والمسلمين في ألمانيا. وقال مايتسيره «برنامج العمل يشمل الأسئلة المركزية التي تتصل بتعاون الأقليات والمسلمين في ألمانيا والهدف هو وضع مهام ملموسة تتصل بالموضوعات المدرجة على قائمة المناقشات». وسوف يضع المؤتمر خططا بشأن أفضل السبل لتدريب الأئمة وتدريس الدين الإسلامي في المدارس. كما سيدعم حقوق الجمعيات الإسلامية لوضعها على قدم المساواة بشكل أكبر مع الهيئات الدينية الأخرى مثل الكنائس. ومن الموضوعات المطروحة في المؤتمر أيضا الحقوق المتساوية للنساء التي تشمل الزواج القسري وارتداء الحجاب وهي قضية حساسة في أوروبا. وأقر البرلمان البلجيكي حظرا على النقاب ومن المتوقع أن تقدم فرنسا قريبا مشروع قرار لحظره. ولكن دي مايتسيره رفض في السابق دعوات بفرض حظر مماثل في ألمانيا. وبعكس الوضع في بريطانيا وفرنسا حيث تنفجر التوترات العرقية إلى أعمال عنف يعيش المسلمون في ألمانيا نسبيا في سلام داخل نسيج المجتمع ولكن نقص الاندماج يمثل مشكلة.