يبدو أن عشوائية تدبير وتنظيم النقل الحضري بولاية الرباطوسلا لا يراد لها أن تنتهي، فبعد توقف أسطول حافلات الوكالة المستقلة للنقل الحضري، والنزاعات المستمرة بين بعض الشركات الخاصة للنقل وصلت حد التهجم المتبادل على الحافلات، والتوقيف الذي طال بعض الخطوط الهامة على حساب أخرى تتمتع بحظوة خاصة لدى بعض المسؤولين المحليين، وسوء توزيع محطات توقف الحافلات وخاصة بشوارع العاصمة الرباط، تفاجأ الجميع بتوقيف الخطوط السبعة لشركة حافلات «الهناء الرباط» بتاريخ 28 8 2008 إثر قرار يحمل رقم 279 الصادر عن وزارة الداخلية وولاية الرباطسلا زمور زعير، جاء متزامنا مع حلول شهر رمضان والدخول المدرسي ودون مراعاة للوضعية الاجتماعية للعمال والعاملات بهذه الشركة، والذي منهم من قضى أزيد من عشرين سنة يزاول عمله بشكل مستمر بها، وأصبحوا هم وأسرهم معرضين للتشرد بعد سد مصدر دخلهم الشهري، كما أثار هذا القرار استياء كبيرا بين المواطنين الذين اعتادوا على استعمال هذه الخطوط التي تربط بين الرباط وعدد من الأحياء الآهلة بالسكان بسلا. وعللت الولاية قرارها بالاختلالات التي تم تسجيلها بخصوص شروط تنفيذ عقد منح الامتياز، وخاصة النقطة الثالثة من البند الثامن عشر منه والنقطة الثالثة من الفقرة الثالثة من البند 34 من دفتر التحملات (1990) اللتان تنصان على أن «السلطة المانحة للامتياز تحتفظ بحق فسخ الاتفاقية موضوع الامتياز بدون تعويض في الحالات.. التصفية القضائية»، وعليه تم فسخ اتفاقية امتياز استغلال مرفق النقل الحضري في الخطوط 6 10 15 16 28 35 36 38 موضع اتفاقية الامتياز المبرمة مع شركة نقل المغرب الموحد «حافلات الهناء» وكذا الملحق الأول لها. واعتبر أحد ممثلي العمال قرار التوقيف بالتعسفي ويناقض ما جاء في حكم صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء يحمل رقم 178/2008 بتاريخ 7 7 2008 يقضي بالإذن لسنديك شركة حافلات الهناء التي كانت في حالة تصفية قضائية باستمرار نشاط الشركة لمدة ثلاثة أشهر، بعد ما تبين أن الشركة تشغل 400 من العمال وأن هناك مسطرة للبحث عن عروض لتفويتها. وأضاف إن هذا القرار نزل عليهم كالصاعقة خصوصا وان سنديك الشركة ومنذ الحكم السالف الذكر تمكن بنجاح من تيسير الشركة بل وتحقيق أرباح هامة، وتأدية جميع مستحقاتها الضريبية المباشرة وغير المباشرة، وبما فيها مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وان هناك عروضاً لتفويت الشركة في طور الدراسة المتقدمة تصب في مصلحة العمال ومستعملي خطوط هذه الشركة. وألمح ممثل العمال إلى أن هناك إحدى الشركات الخاصة للنقل تضغط في اتجاه التوقيف النهائي لحافلات شركة «الهناء» حتى يتسنى لها وحدها احتكار أكبر عدد من خطوط النقل الحضري بين الرباطوسلا دون منافس. وأكد على رفض العمال والعاملات للمقترحات القاضية بتوزيعهم على الشركات الخاصة للنقل، العاملة بالولاية معتبرين ذلك مجحفا في حقهم. ويلتمس ممثل العمال تدخل أعلى الجهات بالبلاد لإنصافهم، وتمكين الشركة من فرصة مزاولة نشاطها خلال الفترة المحددة بحكم الاستمرارية المشار إليها في الحكم السالف الذكر حتى يتم التفويت حماية لهم ولأسرهم من البطالة والتشرد.