نظم فرع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، بدار الشباب رحال المسكيني بمدينة القنيطرة ندوة فكرية و علمية، تحت موضوع اللغة الأم بين تحديات الواقع ورهانات المستقبل «نموذج اللغةالأمازيغة». وذلك يوم السبت 6 مارس 2010. وعرفت هذه الندوة مشاركة كل من عبد السلام الخلفي وعبد الله بوزنداك الباحثين بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغ وإبراهيم أخياط الكاتب العام للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، والأستاذ محمد إعلون الباحث الجامعي. وكانت المداخلة الأولى للأستاذ الخلفي، تحدث فيها عن تأثير اللغة الأم في بناء التعلمات. بحيث تطرق إلى مجموعة من الأفكار المهمة، وأبرزها قضية إدماج الأمازيغية في التعليم، وأهميتها بالنسبة لتنمية المواطن المغربي. وفي هذا السياق استشهد الأستاذ بمجموعة من التجارب العالمية الناجحة، فيما يخص إدماج اللغة الأم في المدرسة. و جاءت مداخلة عبد الله بوزنداك، تحت موضوع « اللغة الأم والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان»، تطرق فيها إلى عمل منظمة اليونسكو، فيما يخص الاهتمام والعناية باللغات الأم، وقد استشهد بمجموعة من الإحصائيات الصادرة عن المنظمة في هذا المجال. كما تطرق كذلك إلى مسألة اللغة الأم وارتباطاتها البيئية والمجالية والنفسية في خدمة الشعوب. و كانت مداخلة محمد إعلون، على شكل قراءة لواقع التدبير السياسي للغة الأمازيغية في المنظومة التربوية، متخذا لمداخلته عنوان « تدريس اللغة الأمازيغية؛ أي واقع لأي انتظارات»، قام العارض خلالها بقراءة في أهم الأطر المرجعية والأهداف والمبادئ التي يستند إليها تدريس اللغة الأمازيغية. بحيث قام بمقارنة بين ماهو نظري ( مرجعيات، مبادئ، أهداف) وما هو على أرض الواقع ( مسألة أجرأة التدريس)، وذلك من خلال الإحصائيات التي تطرق إليها فيما يخص الواقع الحالي لتدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية، مذيلا مداخلته بقراءة في مجموع الأسباب التي كان لها دور مباشر أو غير مباشر في وضعية تدريس الأمازيغية. وتناول إبراهيم أخياط في مداخلته الجمع بين عدد من الأبعاد التي تتقاطع مع اللغة الأم. حيث تطرق في البداية إلى البعد الهوياتي للغة الأم، من خلال الجدلية بين الإنسان ولغة أمه ( المرأة) ولغة أمه ( الأرض). كما تطرق إلى كون التنمية الشاملة للمغرب رهينة بمدى استثمار الأمازيغية باعتبارها لغة الأم في المغرب. وتميز الحضور بالنوعية، بحيث شمل في أغلبه طلبة جامعة إبن طفيل، وأساتذة اللغة الأمازيغية بمدينة القنيطرة، وفاعلين جمعويين وتلاميذ ، مما ميز النقاش بين القاعة والأساتذة.