يوجد في إسرائيل وفد من الشرطة البريطانية، للتحقيق في قضية الجوازات البريطانية، التي قالت شرطة دبي إنها استخدمت من قبل منفذي عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح، في العشرين من يناير الماضي. ومن المفترض أن يكون أعضاء الوفد الأمني ذوهم من الوكالة البريطانية للجريمة المنظمة- قد استجوبوا اسرائيليين يحملون جوازات سفر بريطانية استخدم قتلة المبحوح هوياتهم في العملية. وقالت صحيفة« إندبندنت» البريطانية، إن التحقيق يجري بأمر من رئيس الوزراء ، غوردون براون، وكان وزير الخارجية البريطاني، ديفد ميليباند، قد دعا إسرائيل إلى التعاون مع تحقيق دولي قد يفتح في القضية. من جهتها ، قالت السلطات الأسترالية إن الجواب، الذي تلقته من إسرائيل بشأن تزوير جوازات سفر أسترالية في العملية نفسها، "غير مقنع" ، وأكد رئيس وزراء أستراليا ، كيفن رود، أن بلاده لن تتسامح في الدفاع عن نظام جوازاتها، وأنها تتعامل بجدية مع الاتهامات الموجهة لقتلة المبحوح باستخدام جوازات أسترالية. وقال رود للصحفيين إن وزير خارجيته استدعى السفير الإسرائيلي، وطلب منه توضيحات، لكنه وصفها بأنها "توضيحات غير مقنعة". وكانت أستراليا هددت إسرائيل بأن علاقتها معها ستتدهور إذا اتضح أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) زور جوازات سفرها، في حين أوردت وسائل إعلام محلية أن المخابرات الأسترالية فتحت تحقيقا في الموضوع. واتهمت شرطة دبي« الموساد» باستخدام جوازات سفر مزورة لتمكين عملائه من السفر إلى دبي، ودعا قائدها ، ضاحي خلفان، مدير «الموساد»، مائير داغان، إلى "تحمل تبعات جريمته أو نفي تورط منظمته بشكل قاطع". وأعلن خلفان أن الأيام القادمة ستشهد "خطوات أكبر في ملاحقة المجرمين"، وأكد أن داغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، سيكونان على رأس لائحة المطلوبين في هذه القضية إذا ثبت تورط الموساد فيها. وقال إن تغيير المتهمين ملامحهم بعمليات تجميلية لن يفيدهم ، لأن لدى شرطة دبي بصماتهم، مضيفا أن لديه المزيد من الأدلة التي تدين المشتبه بهم، ومن بينهما البصمات الوراثية لأحدهم. واعتبر أن دبي "في خندق واحد" مع الدول التي استخدم المنفذون جوازاتها، لأن كلا الطرفين تم خرق قوانينه، داعيا إلى تشكيل فريق عمل واحد بهدف التكاثف. وأكد أن ملاحقة رئيس الموساد، ستتم بكافة الطرق والوسائل المتاحة "سواء وافقت دول غربية على ذلك أم لم توافق، وسواء تعاونت الشرطة الدولية أم لم تتعاون، لأنه ضالع في جريمة ارتكبت على أراضي دولة الإمارات". وأضاف أنه "لو كان رئيس الموساد رجلاً وشجاعاً لأعلن للعالم مسؤوليته أو دوره في عملية الاغتيال"، متسائلاً "كيف لشخص بهذه الدرجة من الجبن أن يتولى مسؤولية؟". وأكد خلفان أن المعلومات، التي كشفتها شرطة دبي، "تنسف أسطورة الموساد ومن يعتقد أن لدى الموساد قوة خارقة أو أن عناصره لا يخطئون، فهو واهم".