اوقع الزلزال، الذي ضرب هايتي، الثلاثاء الماضي ، ما بين اربعين وخمسين الف قتيل ، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمة ، كما وردت في مذكرة للامم المتحدة . واوردت المذكرة حول هايتي ، التي اعدها مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة ، ان منظمة الصحة العالمية «»تقدر عدد القتلى بما بين اربعين وخمسين الفا»». وتتطابق هذه الارقام مع اخر حصيلة ادلت بها السلطات الهايتية ، واشارت الى خمسين الف قتيل, فضلا عن250 الف جريح ، ومليون ونصف مليون مشرد ، وانتشال اكثر من 25 الف جثة. إزاء هذا الوضع المأسوي، تستمر معاناة ضحايا الزلزال المدمر في هايتي للحصول على الطعام والماء والدواء، بعد مضي خمسة أيام على وقوع الكارثة. وبينما قدرت منظمات أميركية عدد القتلى بنحو 200 ألف، أعلنت الأممالمتحدة العثور على جثمان رئيس بعثتها في هايتي تحت أنقاض مقرها في العاصمة، بور أوبرانس. وتتنامى مشاعر اليأس لدى السكان، الذين يقيمون في مخيمات مؤقتة بسبب شح المؤن، في حين يتجول آخرون بين أكوام من ركام المباني المدمرة وجثث القتلى التي أصبحت منظرا مألوفا في العاصمة، وقدرت منظمات أميركية للصحة عدد القتلى بنحو 200 ألف قتيل. ويعاني ضحايا الزلزال من نقص فادح في عدد المستشفيات والمواد الطبية في وقت ترتفع فيه أعداد المصابين بالكسور. وفي انتظار وصول المساعدات الدولية، التي تأخرت بسبب تدمير معظم الطرق التي تربط بور أوبرانس بمطارها, تستمر معاناة ما لا يقل عن 250 ألف مصاب حتى الآن. وفي وقت سابق، أغلق محتجون الشارع الرئيسي في العاصمة الهايتية ; بور أوبرانس، بإطارات مشتعلة ومتاريس وجثث، وطالبوا بإخلاء شوارع المدينة من الجثث المتعفنة التي خلفها الزلزال العنيف ضرب البلاد الثلاثاء الماضي. كما ذكرت تقارير من العاصمة الهايتية، أن آلاف الناجين من الزلزال بدؤوا النزوح منها، حيث قالت الأممالمتحدة إنها سجلت تزايدا كبيرا في أعداد النازحين لاجتياز الحدود إلى جمهورية الدومينيكان، إضافة إلى موجة نزوح كبيرة تجاه المدن الشمالية لهايتي. كما أعلنت الأممالمتحدة أن منظمات الإغاثة التابعة لها تواجه مشاكل غير مسبوقة في إغاثة منكوبي هايتي. في السياق ذاته، احتجت فرنسا -المستعمر السابق لهايتي- على طريقة إدارة الولاياتالمتحدة لاستقبال المساعدات الإنسانية في مطار العاصمة، بور أوبرانس، وذلك بعدما منعت القوات الأميركية طائرتين فرنسيتين إحداهما تحمل مستشفى ميدانيا من النزول على أرض المطار بسبب الازدحام. من جهتها, احتجت حكومة هايتي على المشاكل التي تسود مطار العاصمة، وعلى عدم إحاطتها علما بما وصلت إليه جهود إدخال المساعدات إلى البلاد. وقالت الولاياتالمتحدة -التي تولت السيطرة على المطار استنادا إلى مذكرة تفاهم وقعتها مع حكومة هايتي- إن هناك مشاكل تقنية في المطار من شأنها تأخير وصول المساعدات ومواد الإغاثة بالسرعة المأمولة.