علم لدى سفارة المغرب بجمهورية الدومينيكان، التي تغطي أيضا هايتي، أن المساعدة الإنسانية العاجلة، التي بعث بها المغرب إلى منكوبي زلزال هايتي جرى تفريغها، الأحد المنصرم، بمطار بور أو برانس، ووزعت على وجه السرعة على المستشفيات الأكثر حاجة. وأوضح بلاغ للسفارة، توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء بمكسيكو، أن الطائرتين المغربيتين المحملتين على التوالي ب 15 و9 أطنان من المواد الطبية والصيدلية، وصلتا، صباح الأحد المنصرم، إلى مطار بور أو برانس. وأكد المصدر ذاته أن الطائرتين حطتا بمطار بور أو برانس في الوقت الذي اضطرت طائرات مشحونة، مبعوثة من بلدان أخرى، إلى تغيير وجهتها نحو مطارات بجمهورية الدومينيكان، بعدما غص مدرج مطار العاصمة الهايتية بالطائرات. وجرى تفريغ الطائرتين بحضور القنصل الشرفي للمملكة بهايتي، ستيلا بابون هاندال، والسلطات الهايتية والأميركية، التي تشرف حاليا على تسيير تجهيزات المطار. وأضاف أن السلطات الهايتية كلفت القنصل ب "نقل تشكراتها وتقديرها الكبير لهذه المبادرة النبيلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس" إزاء منكوبي الزلزال. وأبرز البلاغ أن المساعدة المغربية تعد أول مساعدة يمنحها بلد إفريقي جرى تفريغها بمطار بور أو برانس عقب الزلزال، الذي ضرب هايتي، مضيفا أن "الطائرتين المغربيتين توجهتا، بمجرد تفريغهما، نحو المملكة في ظروف جيدة". وتندرج المساعدة المغربية في إطار الدعم الإنساني العاجل، الذي قرر صاحب الجلالة منحه للسكان الهايتيين المتضررين من الزلزال. كما أفادت آخر المعلومات الواردة إلى سفارة المملكة المغربية في جمهورية الدومينيكان، التي تغطي كذلك هايتي، أنه لم يصب أي مغربي في الزلزال، الذي ضرب هايتي. وعلم لدى بعثة المغرب بنيويورك أن أربعة مغاربة من بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار بهايتي (مينوستاه) سالمون. ويتعلق الأمر بأحد عناصر طاقم المينوستاه، محمد الشرقاوي المالكي، وثلاثة متطوعين داخل بعثة الأممالمتحدة، عزوز بن الموفق، ونبيل مرشيد، وبشرى الزجاجي. وصرح السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة، محمد لوليشكي، في اتصال أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "بتعليمات من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، وفي غياب تجريدة عسكرية مغربية داخل المينوستاه، تحققت البعثة الدائمة للمغرب لدى الأممالمتحدة، لدى المصالح المعنية بالأممالمتحدة، من احتمال وجود مدنيين مغاربة عاملين بهايتي لحظة وقوع زلزال الثلاثاء الماضي". وأضاف أن "أربعة مغاربة، وهم عضو في بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار بهايتي وثلاثة متطوعين سالمون"، مؤكدا أن مصالح بعثة المملكة تمكنت من الاطمئنان على سلامتهم لدى الشرقاوي. وقال الشرقاوي المالكي، عضو المينوستاه منذ سنة 2005، في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء من نيويورك، "لم أر مثل هذا في حياتي"، مؤكدا أنها "كارثة". وأضاف الشرقاوي، متحدثا للوكالة من بور أو برانس، "كنت في سيارتي عندما وقع الزلزال. خلت في البداية أن ثقبا لحق إحدى عجلاتها. وعندما خرجت من السيارة لتفقد العجلات أدركت أن الأمر يتعلق بزلزال". وأضاف الشرقاوي، وهو عضو سابق ببعثة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنه "في هذه اللحظة، انهار منزلان بجانبي الطريق وعلى بعد متر واحد من سيارتي. والحمد لله خرجت سالما". وفي ما يتعلق بمواطنيه متطوعي الأممالمتحدة الموجودين بهايتي منذ 2008، أوضح الشرقاوي أن بشرى الزجاجي كانت في منزلها لحظة وقوع الزلزال ونجت من الكارثة، فيما كان عزوز بن الموفق على بعد نحو مائة كيلومتر شمال العاصمة بور أو برانس. أما نبيل مرشيد فقد كان في عطلة بالمغرب. وأسفر الزلزال عن مصرع حوالي 70 ألف شخص حسب الحكومة الهايتية. وتقدر الأممالمتحدة عدد الأشخاص، الذين تضرروا جراء الزلزال، بثلاثة ملايين شخص، وأن 300 ألف شخص هم الآن بدون مأوى. وقدرت المنظمة الدولية للهجرات عدد الأسر، التي تحتاج بشكل عاجل لمأوى، ب 200 ألف أسرة، ما يعادل مليون شخص. من جهتها أبرزت قناة الأخبار الأميركية "إن بي سي نيوز" مساهمة المغرب في الجهود الدولية، الرامية إلى تقديم المساعدة إلى هايتي، التي تعرضت الثلاثاء الماضي إلى زلزال عنيف. وأشارت القناة، مساء الأحد الماضي، إلى "رد الفعل المشهود" لدول العالم لمساعدة ضحايا هذا الزلزال، الذي أدى إلى سقوط وتشريد آلاف الضحايا، مبرزة أنه "في القارة الإفريقية، انخرط المغرب والكونغو" في حملة التضامن الدولي مع هذا البلد. وأكدت القناة التلفزية الأميركية أن جهود هذين البلدين الإفريقيين تنضاف إلى جهود بلدان أوروبية مثل فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وبلدان آسيوية كالصين، واليابان، مشيرة إلى أن المساعدات التي جرى جمعها لفائدة ضحايا هذا الزلزال بلغت34 مليون دولار. وذكرت "إن بي سي نيوز" بالخصوص، بالنداء العاجل، الذي أطلقته الأممالمتحدة لجمع 562 مليون دولار لمساعدة هايتي، بعد هذا الزلزال الذي خلف ما لا يقل عن 70 ألف قتيل، حسب حصيلة جديدة.