مازالت معاناة ضحايا الزلزال المدمر في هايتي للحصول على حاجياتهم من الطعام والماء والدواء مستمرة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد يوم الثلاثاء الماضي. وفي الوقت الذي قدرت منظمات أمريكية عدد ضحايا الزلزال بنحو 200 ألف قتيل، أعلنت الأممالمتحدة أمس الأحد العثور على جثمان رئيس بعثتها في هايتي تحت أنقاض مقرها في العاصمة بورت أوبرانس. وفي الوقت الذي تسعى عدة دول، من بينها المغرب، إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلد المنكوب، يتنامى شعور باليأس لدى السكان الذين يقيمون في مخيمات مؤقتة بسبب شح المؤن، في حين يتجول آخرون بين أنقاض المباني المدمرة وجثث القتلى التي أصبحت منظرا مألوفا في العاصمة بورت أوبرانس. وطبقا لأرقام الأممالمتحدة ، يعيش 70 في المائة من سكان هايتي في الفقر، كما أن نصف عدد السكان البالغ عددهم 8.5 ملايين نسمة عاطلون عن العمل. ويعاني ضحايا الزلزال من نقص فادح في عدد المستشفيات والمواد الطبية في وقت ترتفع فيه أعداد المصابين بالكسور. وفي انتظار وصول المساعدات الدولية التي تأخرت بسبب تدمير معظم الطرق التي تربط بورت أوبرانس بمطارها، تستمر معاناة ما لا يقل عن 250 ألف مصاب حتى الآن. ويتواصل ورود التقارير الصحفية حول سقوط ضحايا من البعثات الأممية في هايتي، فقد أعلنت الأممالمتحدة عن العثور على جثمان رئيس بعثتها التونسي الهادي العنابي تحت أنقاض مقر البعثة في العاصمة بورت أوبرانس. كما أكدت المنظمة الدولية مقتل نائب العنابي البرازيلي لويس كارلوس داكوستا والقائم بأعمال قائد شرطة الأممالمتحدة في هايتي الكندي دوج كوتس. وفي غضون ذلك، وصلت إلى هايتي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للاطلاع على كمية الدمار الذي سببه الزلزال. وأجرت كلينتون محادثات مع رئيس هايتي رينيه بريفال في بورت أوبرانس لبحث المساعدات الأمريكية، وقالت للصحفيين إن هدف زيارتها هو «التأكد من أن بلادها تفعل كل ما بوسعها للمساعدة في جهود إغاثة منكوبي الزلزال». وتأتي زيارة كلينتون بعدما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده أطلقت «أكبر حملة في التاريخ الحديث لإغاثة منكوبي زلزال هايتي». وفي هذا الإطار كان الملك محمد السادس قد قرر يوم الخميس الماضي منح مساعدة إنسانية عاجلة لسكان هايتي المنكوبين . وأوضح بيان صدر عن وزارة الخارجية المغربية أن هذه المساعدة المغربية العاجلة تبلغ قيمتها مليون دولار، وتتكون من مواد طبية وصيدلية، كما أعلن الهلال الأحمر المغربي ليلة الجمعة الماضي عن منح مساعدة لسكان هايتي المنكوبين بمقدار 40 ألف دولار. وتأتي هذه المساعدة استجابة للنداء الأولي الطارئ لجمع ما قيمته 10 ملايين دولار والذي أطلقته الفدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بهدف تقديم مساعدة أولية لحوالي 20 ألف أسرة تضررت من الزلزال الذي دمر بالخصوص العاصمة بورت أوبرنس التي تحولت إلى مدينة للأشباح على إثر الدمار الذي خلفه الزلزال. وكان من المقرر، حسب بيان للأمم المتحدة الجمعة الماضي أن يتوجه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أمس الأحد إلى هايتي لتأكيد تضامنه مع سكان هذا البلد وموظفي الأممالمتحدة هناك وتقدير حاجياتهم. وكان بان كي مون قد أبدى تخوفه من حدوث خلل في النظام العام في هايتي بسبب حالة الإحباط الشديد التي يعيشها نحو ثلاثة ملايين مشرد دون طعام أو مأوى. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي إن الدمار والأضرار المادية أصابا نحو 50 بالمائة من المباني في العاصمة بورت أوبرنس، وأن «الحاجة لا تزال ماسةً إلى مزيد من الفرق الطبية والمساعدات العاجلة».