اعلن المرصد الجيولوجي الاميركي ان زلزالا بلغت قوته6 درجات ضرب هايتي في وقت مبكر أمس الاربعاء، بعد ثمانية أيام على الزلزال المدمر الذي ضربها في12 يناير. وقال المرصد ان الزلزال وقع عند الساعة03 ,11 ت.غ. وحدد مكانه على عمق عشرة كلم فقط على بعد59 كلم غرب العاصمة بور او برنس. وضرب الزلزال الجديد في وقت وصلت عمليات البحث عن ناجين الى مرحلتها النهائية الاربعاء في بور او برنس حيث انتشرت القوات الاميركية للمساعدة في نقل المساعدات الانسانية, في حين تزداد حدة التوتر في العاصمة الهايتية المدمرة. وتعتبر فرق الانقاذ، التي هرعت الى هايتي من كافة اقطار العالم لمساعدة ضحايا الزلزال الذي ضرب الجزيرة في12 يناير وخلف75 الف قتيل، ان البقاء على قيد الحياة تحت الانقاض لاكثر من اسبوع اعجوبة. واعلن الجنرال دانيال الي معاون المسؤول عن العملية الاميركية في هايتي ان مرحلة البحث عن ناجين على وشك الانتهاء. ومساء الثلاثاء نجح فريق من منظمة »مسعفون بلا حدود«الفرنسية غير الحكومية ورجال اطفاء هايتيون ومسعفون اميركيون في اخراج الشابة هوتلين لوزانا (25 سنة) من تحت انقاض متجر كبير. واستمرت عملية الانقاذ تسع ساعات. وقال تييري سيردان المسؤول عن منظمة مسعفون بلا حدود لوكالة فرانس برس »انها في كامل وعيها وفي صحة جيدة«، رغم انها بقيت تحت الانقاض من دون شرب او اكل لاسبوع. وبعد الظهر نجح رجال اطفاء مكسيكيون في اخراج امرأة في عقدها السابع من تحت انقاض كاتدرائية. واعلن مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية الاربعاء ان فرق الاغاثة الدولية انقذت حتى تاريخه حياة121 شخصا تم انتشالهم من تحت انقاض المباني التي دمرها الزلزال الذي ضرب هايتي في12 يناير. وقالت المتحدثة باسم المكتب في جنيف اليزابيث بيرس لفرانس برس »عثرنا على121 شخصا«،وكانت الحصيلة السابقة اشارت الثلاثاء الى انتشال » 90 شخصا على الاقل . واوقع الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات وضرب جنوب غرب هايتي75 الف قتيل و250 الف جريح وادى الى تشريد مليون شخص بحسب حصيلة وضعتها الثلاثاء ادارة الدفاع المدني الهايتي. ودفع اليأس بعدد من الناجين الى السرقة على مرأى من عناصر الشرطة. وقال فنسان مبررا فعلته »عندما تكون جائعا ومعدما ولا احد يساعدك لا يبقى امامك من خيار سوى السرقة«. والتوتر على اشده في شوارع بور او برنس. فبعد ظهر الثلاثاء قتلت شابة برصاص الشرطة التي كانت تحاول تفريق لصوص. وافاد افراد في اسرتها ان الشرطة تعمدت اطلاق النار عليها, لكن شهودا اكدوا ان الشرطة اطلقت اعيرة تحذيرية في الهواء وان احدها ربما اصاب الشابة. وقال جندي برازيلي من القبعات الزرق في بعثة احلال الاستقرار في هايتي التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان مهمته »تقتصر على التأكد من ان الجرافات تعمل في اجواء هادئة«لرفع الانقاض, وليس ضمان الامن. وعلى جبهة المساعدات, اقر مجلس الامن الدولي الثلاثاء طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ارسال3500 عنصر اضافي من القبعات الزرقاء الى هايتي تعزيزا لبعثتها في البلاد. وبذلك يصبح عدد جنود قوة الاممالمتحدة في هايتي12500 عنصر. وينشر الجيش الاميركي «»»»حوالى11 الف جندي اميركي لدعم العمليات الجارية في هايتي وقبالة السواحل على سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل»»»» بحسب رئاسة الاركان. والاربعاء كان من المفترض ان يفتح الجيش الاميركي مدرجا جديدا على بعد حوالى اربعين كلم جنوب شرق بور او برنس لتخفيف الضغط عن مطار العاصمة. وانزل مئات من جنود المارينز الثلاثاء جنوب غرب بور او برنس للمساعدة في نقل وتوزيع المساعدة الانسانية الدولية. كما وصل2200 من عناصر المارينز الاميركيين الاثنين على متن سفينة الانزال »باتان«. وانتشر130 من جنود المارينز في مدينة ليوغان (30 كلم غرب بور او برنس) الواقعة على مركز الهزة والتي دمرت بشكل شبه تام بحسب الاممالمتحدة. كما نشرت هذه القوات مروحيات وعبارات. ويتوقع نشر اكثر من مئة الية وشبكتين لتطهير المياه وتسع شاحنات صهريج لنقل المياه وست لنقل الوقود و20 خيمة وكميات من الادوية. وفي بور او برنس تعمل ثماني مستشفيات نصفها ميدانية وسفينة كومفورت، المستشفى الاميركية المجهزة بالف سرير لمعالجة المصابين. وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي اميليا كاسيلا انه رغم البداية الصعبة في توزيع المساعدات بسبب مشاكل لوجستية »هناك تقدم خصوصا في تقديم المساعدات العاجلة«. وتتوقع الولاياتالمتحدة ان يقدم 100 الى200 الف هايتي طلبات لجوء موقت وهي امكانية منحتها واشنطن لكل الذين كانوا على اراضيها بشكل غير مشروع لدى وقوع الزلزال. من جهة اخرى توجهت وزيرة الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاربعاء الى واشنطن ونيويورك حيث تبحث مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبان كي مون في المساعدة لهايتي حسب ما اعلن المتحدث باسمها. من جانبه دعا رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الاتحاد الاوروبي الى ان يكون »بالمستوى المطلوب«في تقديم المساعدة لهايتي. وقال ثاباتيرو امام البرلمان الاوروبي »كأوروبيين علينا ان نثبت التزامنا حيال مأساة هايتي«.