تواصل سوء الأحوال الجوية الذي يجتاح أوروبا وأنحاء أخرى في العالم ، مسببا فوضى في حركة النقل الجوية والبرية، وشللا في العديد من مناحي الحياة، وسط توقعات باستمرار هذه الموجة التي تعتبر الأسوأ منذ ثلاثين عاما. وفي ألمانيا، تعطلت حركة الطيران في مطار فرانكفورت الدولي، حيث ألغيت نحو 220 رحلة جوية، وحدث اضطراب وتأخير في مطار برلين، ودوسلدورف، وميونيخ، وأعيد فتح مطار نورمبرغ بعد انحراف طائرة ألمانية قبيل إقلاعها. وتسببت الثلوج أيضا في فوضى في مواعيد تسيير رحلات القطارات، واحتجزت أكثر من خمسمائة شاحنة على الطرق المؤدية لفرنسا. وتعرض جنوب البلاد لأسوأ موجة ثلوج ورياح تسببت بمئات الحوادث، مات فيها رجل، وأصيب العديد من الأشخاص، كما سجلت اختناقات مرورية في عدد من الطرق الرئيسية. ومثلها بريطانيا، حيث ألغيت خمسون رحلة جوية على الأقل، وتوقع مكتب الأرصاد الجوية سقوط ثلوج حتى مستوى ثلاثين سنتيمترا، مع بقاء درجات الحرارة دون التجمد، وهو الطقس الأشد برودة منذ ثلاثين عاما. وتأثرت إمدادات الكهرباء لنحو 25 ألف منزل، وحرم نحو أربعة آلاف شخص جنوب البلاد منها، وتأثرت إمدادات الغاز عقب إغلاق أكبر حقوله بسبب عطل فني. وظلت آلاف المدارس مغلقة، كما ألغيت سبع مباريات من أصل عشر بالدوري الإنجليزي الممتاز. وتعطل قطار يوروستار في طريقه من بروكسل إلى لندن داخل النفق، تحت القنال الانجليزي، بسبب عطل فني، وتم سحبه بعد أن تسبب في تأخير قطارات يوروستار الأخرى. وفي فرنسا، استمر إغلاق مطار تولوز ج، نوب البلاد ، عقب هطول عشرة سنتيمترات جديدة من الثلوج. وفي إيطاليا، هطلت الثلوج بكثافة في الشمال، وأدت لمقتل شخص في انهيار جليدي ة، أما في الجنوب، ففاضت الأنهار، واقتلعت الأشجار. وأعاق نزول الثلوج الحركة المرورية، شمال وشرق إسبانيا، وعطل عشرات الأطفال عن مدارسهم، وعلق ثلاثون شخصا داخل قطار أعاق الجليد طريقه قرب تاراغونا، وأسفر الجو الممطر عن مقتل سيدة جرفها فيضان في الجنوب. وفي ألبانيا، ارتفع منسوب الفيضانات في بلدة شكودر ، بعد هطول كثيف للمطر، وذوبان الثلوج، فاجتاح أكثر من ألفي منزل، وعشرة آلاف هكتار من الأراضي، وغرقت قرى مجاورة، وكذلك الطريق الرئيسية التي تربط شكودر بالعاصمة تيرانا. وفي الجبل الأسود، يستعد المسؤولون لعملية إجلاء محتملة بالقرب من نهر بويانا وبحيرة سكادار، عقب انهيار حواجز نهر درين. كما سجل في صربيا ارتفاع منسوب مياه الأنهار. وفي روسيا، قتل خمسة متسلقين في انهيار جليدي ,بإقليم شمال القوقاز. وعانت التشيك أيضا من فوضى مرورية عقب هطول ثلوج ارتفاعها ثلاثون سنتيمترا، وحثت السلطات المواطنين على اقتصار التنقلات على الحد الأدنى. وحدها بلغاريا، نعمت بطقس دافئ على غير العادة مع شمس مشرقة وحرارة بلغت عشرين درجة مئوية. ولم تقتصر موجة البرد على أوروبا، حيث غطت الكثير من مناطق أميركا الشمالية ومنها المكسيك التي أعلنت وفاة ما لا يقل عن تسعة أشخاص في ولايات شمال البلاد، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى عشرة تحت الصفر. وفي الهند، توفي 25 شخصا في ولاية بيهار ، شمال شرق البلاد،، بسبب الطقس البارد، وأعلنت الحكومة إلغاء كافة المدارس حتى اليوم الاثنين. وتسبب الضباب الكثيف بنيودلهي في تأخير وإلغاء نحو خمسين رحلة جوية محلية ودولية بعد تدني الرؤية إلى مستوى يقل كثيرا عن الحد الأدنى المطلوب لتنظيم المرور الجوي، كما تعطلت حركة القطارات.