أعلنت شركة الطيران البريطانية، بريتش ايرويز، أول أمس الأحد، أنها ألغت جميع رحلاتها المقررة، أمس الاثنين، من وإلى مطارات لندن بسبب غيمة الغبار الكثيفة المنبعثة من بركان ايسلندي ثائر.مسافرون ينتظرون طائرات جاثمة (أ ف ب) وسبق أن ألغيت رحلات الشركة ليومي الأحد والاثنين، على ما ذكرت على موقعها على الإنترنت. وقررت شركة فلايبي للطيران إلغاء رحلاتها لأمس الاثنين، فيما ألغت شركة بي ام اي جميع رحلاتها مع مطار هيثرو اللندني، أمس الاثنين. وعلقت شركة راين إير للرحلات المتدنية الكلفة رحلاتها في شمال أوروبا ودول البلطيق حتى منتصف أمس الاثنين. ةألغت منافستها إيزي دجيت جميع رحلاتها في بريطانيا وأوروبا الشمالية ليوم الأحد. وتشهد حركة النقل الجوي في عطلة نهاية الأسبوع أسوأ حالات الشلل في تاريخها بسبب سحابة الرماد البركاني، التي انطلقت من إيسلندا وتسببت في إغلاق المجال الجوي لحوالي ثلاثين بلدا أوروبيا، ما يمنع ملايين المسافرين من الوصول إلى وجهاتهم. وقال دنيس شاغنون المتحدث باسم المنظمة الدولية للطيران المدني "نقدر أن التأثير يتجاوز تأثير (هجماتسبتمبر2001) من حيث إلغاء الرحلات والأضرار والاضطرابات في المطارات". وقبل هذه الأزمة الناجمة عن انفجار بركان في جنوب إيسلندا، كان الشلل الذي تسببت به هجمات11 سبتمبر2001 الأسوأ في تاريخ النقل الجوي. ومددت دول أوروبية عدة إغلاق مجالها الجوي لليوم االخامس على التوالي، وألغت شركات طيران أوروبية كل رحلاتها، كما ألغت شركات الطيران الأميركية معظم رحلاتها إلى أوروبا. والسبت، ألغيت نحو 17 ألف رحلة من أصل 22 ألفا في أوروبا، كما أعلنت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول). وقال المتحدث باسم المنظمة جو سولتانا "إن هذا الأمر استثنائي، ولم يسبق له مثيل". ولم تتوقع مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية تغيرا قريبا في اتجاه الرياح، وهو العامل الوحيد الذي يمكن أن يريح أوروبا من هذا الاضطراب، طالما أن البركان مستمر في قذف الغبار. وأوضح دوغال جيرام، من قسم علوم الأرض في جامعة دورهام البريطانية أنه "من الصعب التنبؤ أو معرفة مدة ثوران البراكين. بعضها يكون قصيرا نسبيا، والبعض الآخر يستمر أشهرا". ولا يبدو أن بركان ايافيول سيهدأ قريبا، وقد نبه خبراء إلى إمكانية أن يستغرق الأمر أسابيع عدة. وتتسبب سحب الرماد البركاني بمشاكل في الرؤية، ويمكن أن تؤدي إلى تعطيل محركات الطائرات، الأمر الذي دفع نحو 30 دولة أوروبية إلى تمديد إغلاق مجالاتها الجوية. فقد جددت بريطانيا وإيرلندا إغلاق المجال الجوي لكل منهما بعد ساعات من استئناف الملاحة الجوية. وألغت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا كل رحلاتها إلى كافة إنحاء العالم، حتى منتصف نهار الأحد، فيما ألغت بروكسل إيرلاينز رحلاتها حتى الاثنين. أما شركة "ايزي جيت" فأعلنت عدم تسيير أي رحلة إلى بريطانيا وشمال أوروبا. وإزاء هذا الواقع، يسعى ملايين المسافرين في كافة أنحاء العالم إلى بلوغ وجهاتهم بوسائل النقل البري او البحري. وفي هذا الإطار، وضعت شركة يوروستار مزيدا من القطارات في الخدمة منذ الخميس، وهي تقدر عدد المسافرين الإضافيين على متن قطاراتها منذ الخميس ولغاية الأحد بأكثر من 50 ألفا. وتلقت شركة "بي اند او" التي تسير رحلات على متن عبارات 40 ألف طلب الجمعة. وتلقت شركة اديسون لسيارات التاكسي طلبات لنقل أشخاص من بريطانيا إلى باريس وميلانو وأمستردام وزيوريخ. وقدرت خسائر شلل الملاحة الجوية على قطاع الطيران بأكثر من 200 مليون دولار (3 ،147 مليون يورو) يوميا، وفقا للمنظمة الدولية للنقل الجوي.