شهدت الأيام الأولى لسنة 2010 سوءا للأحوال الجوية في عدد من دول العالم خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أي في حوض البحر الأبيض المتوسط وأروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وقد تميزت هذه الأحوال على الخصوص بانخفاض كبير لدرجات الحرارة في عدد من الدول الأروبية وصل في بعض الدول الغربية مثل المانيا إلى 19 درجة تحت الصفر و 15 درجة تحت الصفر في بريطانيا. أما في الصين فقد وصلت درجة الحرارة إلى أقل من 32 درجة تحت الصفر. وقد ذكرت مصادر إخبارية أن الصين لم تشهد موجة من الثلج مماثلة لهذه السنة منذ أكثر من 60 سنة. وقد تسببت هذه الوضعية الجوية المترتبة عن كتل هوائية باردة في سقوط كميات كبيرة من الثلوج، وأدت هذه الأحوال إلى تعطل العديد من مناحي الحياة خاصة حركة النقل البرية والجوية والبحرية، فبخصوص المواصلات البحرية أدت الرياح القوية وارتفاع أمواج البحر إلى توقيف حركة الملاحة البحرية بين طنجة وميناء الجزيرة الخضراء. كما تعطلت حركة الطيران بعدد من مطارات الدول الأوروبية خاصة في ألمانيا وفرنسا مما سبب ارتباكا في حركة الطيران الجوي. كما تسببت الثلوج المتراكمة في الطرق إلى توقف حركة السير، حيث وجدت مئات الشاحنات والسيارات نفسها محاصرة في كثير من المناطق التي تساقطت فيها الثلوج. وحسب عدد من الخبراء في مجال الأحوال الجوية فإن هذه الظاهرة اللافتة للانتباه هي بالضرورة نتيجة وعلامة على التغير العام في المناخ الذي يشهده العالم. ويضيف الخبراء أن موجة البرد التي تضرب الجزء الشمالي للكرة الأرضية تشكل تحديا حقيقيا، وأن الشمال الغربي لأوروبا مرشح لمزيد من برودة الجو إذا ما توقفت تيارات «ستريم» القادمة من خليج المكسيك. فهذا الوضع يمكن أن ينتج عن ذوبان الثلوج وذلك نتيجة لارتفاع درجات حرارة المحيطات وانخفاض ملوحة البحر.