تجري بفاس يوم السبت 03 أكتوبر 2009، جلسة نقدية وتكريمية خاصة بتجربة الشاعر المغربي محمد بودويك، برحاب قاعة المحاضرات للمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالمدينة. ويحفل برنامج الجلسة بعدد من كلمات الترحيب والاحتفاء والأوراق النقدية والشهادات في المحتفى به يقدّمها نُقّاد وكتّاب من المدينة وخارجها، من ذلك مقاربة الناقد عبد السلام الموساوي لديوان الشاعر الجديد «امرأة لا تُحصى»، وتأمّل محمد قنوش في «سؤال الشعرية في تجربة محمد بودويك»، عدا شهادات الشاعرة أمينة لمريني ورئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الحميد عقار وعميد كلية الآداب/ظهر المهراز بفاس عبد الرحمن طنكول، قبل أنيختتم اللقاء بكلمة للشاعر محمد بودويك وقراءات لعدد من نصوصه الشعرية. وللإشارة فإنّ الشاعر محمد بودويك ينتمي إلى جيل الثمانينيات في الشعر المغربي المعاصر. صدر له: «جراح دلمون» - شعر، 1997 ، و«يتبعني صفير القصب» - شعر، 2003 ، و«قرابين» - شعر2007، «مركبة السنجاب» شعر 2008، و«إشكالية قصيدة النثر» - كتاب مشترك 2002، إلى جانب أطروحته لنيل دكتوراه الدولة في الآداب حول « شعر عز الدين المناصرة: بنياته، أبدالاته وبعده الرعوي» 2006. وتعتزم وزارة الثقافة بفاس بوصفها الجهة المنظمة أن تعقد سلسلة من الجلسات النقدية والتكريمية مماثلة لعدد من التجارب الشعرية والنقدية والفلسفية مغربيّاً وعربيّاً. العدد ال 22 من المجلة الدولية «لغات ولسانيات» صدر حديثا العدد ال22 من المجلة الدولية «لغات ولسانيات» في موضوع «العربية ولهجاتها: جوانب صوتية وعروضية». وصرح موحا الناجي ، مدير المجلة والأستاذ الباحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا العدد الموضوعاتي، الذي أعده محمد امباركي الأستاذ بجامعة مونبوليي (فرنسا)، يقدم مساهمات ودراسات علمية ذات جودة عالية في مجال الصوتيات العربية. وأضاف الناجي أن هذه المساهمات التي أنجزها كتاب مرموقون خصصت لمواضيع مهمة من قبيل مخارج الأصوات والمؤشرات الصوتية والمظاهر العروضية. وتتوزع اللهجات العربية في هذا المؤلف على خمس مناطق كبرى، وهي اللهجات بمنطقة شبه الجزيرة العربية، وبمنطقة بلاد الرافدين، واللهجات بالمشرق ومصر، وكذا بمنطقة المغرب العربي. ويأخذ هذا الترتيب بعين الاعتبار، بشكل عام, بعض المعايير اللغوية والمستويات الفونولوجية والمورفولوجية والمعجمية. يشار إلى أن مجلة «لغات ولسانيات»، وهي دورية دولية يديرها الجامعيان موحا الناجي وفاطمة صديقي، تعتبر منبرا للدراسات العلمية للغات وبالخصوص اللغات المستعملة في إفريقيا والشرق الأوسط. إحباط عملية جديدة لتهريب الآثار في العراق أحبط الجيش العراقي مؤخرا، محاولة جديدة لتهريب قطع اثرية من كركوك، شمال بغداد، تعود الى الحقبة السومرية، وذلك بعد خمسة أيام من اعتقال شبكة تنشط في هذا المجال في المنطقة نفسها. وقال قائد فرقة الجيش المنتشرة في محافظة كركوك اللواء عبد الامير محمد الزيدي ان «قوة خاصة كمنت، لأحد مهربي الآثار بعد تلقي معلومات استخباراتية دقيقة». واضاف «قبضنا على المطلوب قرب سوق الخضار جنوبالمدينة، بعد مطاردته اكثر من ساعة ونصف، وبحوزته تمثال لفتاة من البرونز وثلاثة تماثيل أحدها مرمر والاخر من الرخام وإناء زجاجي أثري مكسور نعتقد أنها تعود للحقبة السومرية». تجدر الإشارة إلى أن الحقبة السومرية استمرت بين العامين 3500 و2350 قبل الميلاد. واكد المسؤول العسكري العراقي الجديد، ان «التحقيقات الاولية تثبت ان المجرمين يريدون الحصول على مبالغ كبيرة». وطالب الزيدي «دوائر الاثار بحماية مواقعها لا سيما جنوب وغرب كركوك في الحويجة وناحية العباسي وقرية الماحوز لأنها مكشوفة، بحيث يأتي المجرمون ويقومون بسرقتها للمتاجرة بها». وكانت وحدات امنية اعتقلت في 19 شتنبر في كركوك ثلاثة اشخاص بحوزتهم قطع اثرية ثمينة يعود بعضها الى حقب تاريخية قديمة. الكتاب، الذي تعود حقوقه الأدبية، وحقوق طبعه إلى ولاية بافاريا الألمانية، كما سلمتها لها واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية، كاتبه ليس سوى الزعيم النازي أدولف هتلر. وهو الكتاب الذي اشتهر في عالمنا العربي بتلك الترجمة العربية القديمة التي تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، تحت عنوان « كفاحي ». وعكس ما قد نعتقده في ضفتنا الجنوبية للمتوسط، فإنه يثير خوفا حقيقيا في أروبا وفي ألمانيا، خاصة أن زمن المنع القانوني لطباعة الكتاب ونشره بالألمانية، سوف يسقط بالتقادم سنة 2015، أي بعد خمس سنوات من الآن. حتى، والكتاب عمليا سهل الوصول إليه، إما عبر الأنترنيت، أو عبر شراءه عبر البريد من أي مكتبة جامعية ألمانية، مثلما أن ترجماته المتعددة موجودة. والخوف كل الخوف، هو أن يكون السماح بطباعته بحرية في لغته الأصلية، سببا لإيقاظ المارد النائم في ثنايا الذاكرة الألمانية الحديثة. وهو المارد، الذي له منطق خاص في التاريخ الأروبي منذ عهد بسمارك، ذلك القائد الألماني، الذي حلم بالإمبراطورية الأروبية تحت الراية الألمانية. وهو ذات الحلم الذي عبر عن نفسه بصيغة جديدة ومغايرة وأكثر عنفا وحدة مع الزعيم النازي أدولف هتلر. أروبيا، تعتبر باريس أكثر العواصم رهبة وقلقا من هذه العودة المحتملة للمارد النازي في الذاكرة الألمانية. لأنه كما كتبت يومية ليبراسيون الباريسية في عددها ليوم 24 شتنبر الجاري، في زاوية « مناقشات »، لا يمكن نسيان أن الكتاب طبعت منه 12 مليون نسخة زمن هتلر، وأن عشرات الآلاف قد بيعت منه، حتى قبل صعود كاتبه إلى سدة الحكم في برلين. بل إن المقال يؤكد، أن الكثير من الألمان لا يزالون يحتفظون بالنسخة الأصلية للكتاب. والخوف اليوم أروبيا ( خاصة في الضفة الفرنسية )، هو من العودة القوية لألمانيا على مسرح العمل السياسي والإقتصادي ( وغدا العسكري والتكنولوجي ) على المسرح الأروبي بكامله. ذلك أن ميزان القوى أصبح يميل اليوم أكثر لبرلين، بفضل موقعها الجغرافي، وبفضل عمقها الأروبي شرقا، وكذا بفضل انخراطها في الحسابات الجيو - ستراتيجية لواشنطن، في ما يطلق عليه الخبراء والإستراتيجيون الأمريكيون ب « المشروع الأوراسي الأمريكي »، أي ذلك المشروع الإستراتيجي لضمان النفوذ في أروبا وآسيا دفعة واحدة. ومناسبة قرب السماح قانونيا بإصدار كتاب قنبلة وحدث، مثل كتاب أدولف هتلر « كفاحي » ( بالألمانية « Mein Kampf » )، الذي يتأسس على إنهاض الحماسة الألمانية إيديولوجيا، يخيف الكثيرين في أروبا، ربما ليقينهم أن الحلم الألماني لا يزال طازجا لقيادة أروبا.. وهذا بالذات ما لا تريده باريس بالتحديد، لأنها أكثر العواصم الأروبية إدراكا لمدى قوة الإمكانيات الذاتية للألمان. والنقاش المفتوح اليوم على صفحات العديد من الصحف الفرنسية، وكذا في العديد من الأوساط الألمانية، إنما يترجم ذلك التخوف من أن يستيقظ العنصر الجرماني الآري، على حلمه القديم، الذي ظل يتجدد مرة في كل قرن، منذ فشل مشروع الثورة البورجوازية في ألمانيا خلال القرن 16. المثير، أيضا، أن الكتاب مسموح طباعته في فرنسا، شرط أن تتضمن الترجمة إلزاما تقديما من 20 صفحة، يؤطر الكتاب وينبه قارئه إلى، خطورة ما سيقدم عليه من مغامرة في دخول دهاليز الكتاب. لأن الخطاب الذي يبنيه كاتبه معد، وخطير. وهذه فيه نوع من الوصاية، يقول العديد من أصحاب المطابع. علما، أن قرار العشرين صفحة، يتم بعد إصدار محكمة باريسية سنة 1979 لحكم يقضي بإلزامية ذلك، وذلك استجابة لدعوة مستعجلة رفعتها الهيئة الدولية المناهضة للعنصرية ومعاداة السامية، من باب مناهضة كل نزوع للدعوة إلى العنصرية والإقصاء. ويشاء القدر، أن تكون ذات الهيئة الباريسية، المتخصصة في الدفاع عن مناهضة العنصرية، هي التي سبق ولها ودعمت سنة 1934 ، ترجمة الكتاب إلى الفرنسية، بل إنها ساهمت في تمويله، من باب واجب اطلاع الشعب الفرنسي على أطروحة عنصرية مثل تلك التي يبشر بها هتلر في كتابه الذائع الصيت هذا، وتنبيهه من مخاطرها، فكان أن قرر أدولف هتلر، رفع دعوى استعجالية أمام ذات المحكمة الباريسية المتخصصة في شؤون النشر والكتاب، للدفاع عن حقوقه ككاتب!! ( مكر التاريخ شاء بعد ذلك، أن يجرب الفرنسيون أطروحة زعيم النازية في حياتهم ودمهم، بعد أن احتل فرنسا وباريس، وأذل كبرياءها لسنوات ).. إن ما ينساه الكثيرون، ربما، هو أن تاريخ الألمان الحديث، هو تراكب متوال لوعي شقي، أفضى أكيد لتحقق الثورة الفكرية بضفاف بافاريا وبلاد الساكس وحواري نورمبرغ. لكنه، وعي شقي ظل يحركه سؤالُ قلقٍ كبير، ظل يسكن المخيال العام للألمان، هو: لماذا أفلتنا نحن التحول التاريخي أروبيا ( على المستويات الصناعية والسياسية )، ونجح فيه الآخرون، خاصة في باريس ولندن؟!.. إنه سؤال يكاد يشبه سؤالنا العربي القلق الآخر، الذي يصرخ فينا منذ قرنين من الزمن: « لماذا تقدم الآخر، ولماذا تخلفنا نحن ؟! ». لقد حاول بسمارك أن يتدارك أسباب الفشل التاريخي للبورجوازية الألمانية، ودخل في حروب طويلة مع فرنسا وروسيا وإيطاليا، وهي الحروب التي تواصلت بعد رحيله، حتى الحرب العالمية الأولى في بداية القرن العشرين. ولأن الفاتورة كانت مهينة للألمان، فقد استيقظ فيهم الوعي القومي الأشد تطرفا، الذي كان عنوانه ومنظره ومهندسه والمبشر به، أدولف هتلر، والذي أدى إلى حرب عالمية ثانية طاحنة في أواسط القرن العشرين، انتهت مرة أخرى بهزيمة مدلة للألمان.. إن الوعي الأروبي ( خاصة الفرنسي ) إنما هو قلق من صدور كتاب قديم، كاتبه هو هتلر، لأنه يخشى أن يستيقظ ذات الوعي الجرماني، الذي يسعى إلى أن ينتقم لنفسه من الإدلال والإقصاء والحرمان من استحقاق المكانة الطبيعية لقيادة أروبا.. ذلك ما يخشاه الأروبيون!!